منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree8Likes
  • 4 Post By عبدالله الهُذلي
  • 1 Post By نجمة الليل
  • 2 Post By أورلينا
  • 1 Post By جوهرة
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-24-24, 04:54 PM   #1
عبدالله الهُذلي

آخر زيارة »  09-03-24 (02:11 PM)
المكان »  المملكة العربية السعودية
الهوايه »  القراءة / الرياضية / السياسة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الثقة بالله وحكمته في زمن المحنة



الثقة بالله وحكمته في زمن المحنة



من أهم وأبرز صفات المؤمن ثقتُهُ بربِّه سبحانه وتعالى في كل الظروف والأحوال، وتتجلى هذه الصفة لديه في أوقات الشدة والكَرْبِ؛ إذ يلجأ إلى مولاه لتفريج كَرْبِهِ وتيسير أمره.



وحيث لم يَرِد مصطلح (الثقة) في القرآن الكريم بلفظه هذا، فقد وَرَدَ بمصطلحات أخرى؛ مثل: التوكل على الله، اليقين بالله، معية الله، وذلك ما بيَّنه القرآن الكريم في مواقفَ كثيرة لأنبيائه وعباده الصالحين، والمؤمنُ بهم يقتدي وعلى هداهم يسير: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].



لقد وثِق الخليلُ إبراهيم بربِّه، وتوكَّل عليه؛ حتى قال فيه سبحانه: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 37]، وكان الله معه في أَوْجِ محنته: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]، وتوكَّل عليه نوح عليه السلام: ﴿ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾ [يونس: 71]، وكان في غاية اليقين بربِّه ووعده ووعيده: ﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [هود: 39]، ثم كانت النتيجة: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44].



وهذا محمد ﷺ الذي قال الله لقومه وأصحابه: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].



إن الحديث عن التوكل على الله ومعيته، والثقة به وبوعده ووعيده، وحكمته وتقديره سبحانه، لا يمكن أن يحصره كلام أو مقال، ولكن حسبنا الإشارة إلى هذا الأمر المهم في هذا الزمن الصعب، حتى يُدرِكَ من لم يُدْرِكْ بعدُ أن الله تعالى أصدق قيلًا، وأعظم حكمة وتقديرًا، وأسرع مكرًا.



ألَا تدرك أنه سبحانه قد يجعل النجاة في حبائل الهَلَكَةِ؟ وتأمل: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]، ألَا ترى عظيمَ حكمة الله وتقديره، حتى جعله ينشأ في بيت فرعون، وهو لا يدرك العاقبة: ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8]؟



نعم، قد يغري الله أعداءه بأفعال وتصرفات يحسبون أنها لهم، بينما هي عليهم، ويقدِّرون أنهم بها أعظم بطشًا، وأوسع قدرةً، بينما فيها حتفهم وهلاكهم؛ وتأمل ما قال الله لنبيه ﷺ، وانظر إلى التعبير القرآني البليغ في تهديد الله للمنافقين، ومن دَارَ في فَلَكِهم بالمكر عليهم، من حيث يشعرون أو لا يشعرون: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الأحزاب: 60]، هذا الإغراء هو ما دفع أبا جهل في بدر إلى أن يقول رغم نجاة القافلة: "والله لا نرجع حتى نرِدَ بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا، فننحر الجزور، ونُطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القِيانُ، وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبدًا"، فوصلوا بدرًا، وسُقُوا كؤوس المنايا، وناحت عليهم النوائح بدل القيان؛ وقال الله فيهم محذرًا المؤمنين: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [الأنفال: 47].



ذلك الإغراء هو ما جَعَلَ فرعون يخرج بقوته وخُيَلائه ليلْحَقَ بموسى ومن معه، وكان في ذلك الخروج هلاكه والعِبرة الأبدية بموته وموت جنوده، فسبحان من جَعَلَ للمؤمنين نماذج طيبة، وأئمةَ هُدًى إلى الجنة: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ [الأنبياء: 73]، وجعل لأعدائه نماذجَ خبيثة وأئمة أيضًا، ولكن إلى النار: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ [القصص: 41]!



بِناءً على كل ما سبقت الإشارة إليه، ثِقْ بالله تعالى ووعده ووعيده، وحكمته وتقديره، في الرخاء والشدة، ولا تأمن مكر الله، وكن أكثر تصديقًا له سبحانه وما عنده، وثِق أنه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، والعاقبة لله ولعباده المؤمنين قد كتبها: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].

إنَّا رضينا بما في اللوح من قدر
ما كان أظهره المولى وأخفاهُ
لأن حكمته في الناس جارية
حاشاه يُسأل عما كان أجراهُ
فإن جرى فضله فيما نؤمِّله
فالحمد لله عرفانًا بنُعماهُ
وإن تأخر ما نرجو لخيرته
فغاية اللطف فيما اختاره اللهُ


 


رد مع اقتباس
قديم 07-24-24, 07:21 PM   #2
نجمة الليل
الــــوفـــاء

آخر زيارة »  09-04-24 (07:38 PM)
الهوايه »  القراءة ... السفر .. تفسير الاحلام
اللهم هب لنا من القدار اجملها 🕊
اللهم هب لنا من القدار اجملها 🕊

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وإن تأخر ما نرجو لخيرته
فغاية اللطف فيما اختاره اللهُ
الله الله لمسة قلبي
ونعم بالله
موضوع في قمة الجمال
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك
حفظك الله ...


 
جوهرة likes this.


رد مع اقتباس
قديم 07-25-24, 04:28 AM   #3
أورلينا

آخر زيارة »  اليوم (03:19 AM)
المكان »  أطلانتس
الهوايه »  الرقص مع الحياة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خير ونفع بك وبعلمك


 

رد مع اقتباس
قديم 07-25-24, 04:36 AM   #4
جوهرة

آخر زيارة »  اليوم (03:21 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ï´¾

الله يكتب اجرك اخي عبدالله
الموضوع رائع وجميل ومفيد

بارك الله فيك ونفع بك الامه الاسلامية يارب
لك خالص الود والاحترام


 
عطاء دائم likes this.


رد مع اقتباس
قديم 07-25-24, 06:52 AM   #5
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:17 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خيرا على هالموضوع الرائع
ربي يكتب لك الخير ويجعل هذا في ميزان حسناتك
يختم لـ3 ايام مع التقييم


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) ••


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


 
نبرأ أنفسنا من أي صور نسائية أو مقاطع موسيقيه تُنشر في المنتدى بدون أخذ إذن مسبق - الإدارة

الساعة الآن 03:21 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا