في هَمَساتي كُلُّ شَيءٍ مُبَاح ..!

هناك محبة ..
تأتي صافيةً كنبع ماء ..
كبحيرةٍ زرقاء صافية ..


محبة ..
تترك في القلب ..
دفئاً لا يخبو ..

وتترك على الشفاه ..
ابتسامة فرحٍ لا تنام ..

محبة ..
تأتي دون استئذان ..
دون هدف ..
ودون قناع ..

كجواز سفر لا اشارات مرور عليه ..
وكرداء حب ..
يرتدي ارواحنا من الداخل ..
فنشعر ان الدنيا ..
اجمل مما هي عليه ..

هناك حب ..
كباقة ورد ..
تتوسد موائدنا صباحاً ومساءا ..
فلا تذبل ابدأ..
وتبقى تملؤنا ..
أملاً ..
فرحاً..
نشوةً وسعادة ..!

في هذا الصباح ..
تسكنني الرغبة بالتحليق معك بعيداً في سمائنا وحدنا ..
بالإبتعاد عالياً عن محيطنا الأرضي..
بالانطلاق أبعد من حدود خط الاستواء المرسومة لنا..


هكذا تسكنني الرغبة معك ..
خلف الشمس نحلق ..
ووراء القمر نرحل..

نبتعِد..
في المحيط نسبح بعيداً .. عن الموج نرتفِع..



علميني كيف أُحلق معك بعيداً..
كيف أفرش أجنحتي حولك ..

كيف نفرح بعيداً عن خطوط الواقع..
كيف نخرج من سجننا ..
كيف نتعانق ونحضن بعضنا ..
بعيدا .. هناك .. هناك ..
أنتِ وأنا وحدنا .. وحدنا ..

علميني كيف أكون حراً معك ..
لنمنح الحياة طعم الحب ..
ونَغم الحياة ..!

مهمٌ جداً أن نكتب الحُب ..
ونتكلم عن الحُب مع من نُحب ..
ونخبر من نحب أننا نحبه ..

لكن الأَهَم ..
أن نفعل الحُب معه ..
أن نحضُنه حين عبئاً يحملُه ..
أن لا نخطو بإتجاهه فقط لإستقباله كديكور للواجبات ..
أن نتوقف في مكاننا حاملين قُبلة دافئة في قلوبنا له ..

أن لا ننتظر المُناسبات لكي نبرهن له كم نُحبه ..
أن نختلق المناسبات التي تجعله يعرف كم نحبه ..

ليس مهما أن نُحب من بعيد ..
الأهم أن نزيل المسافات التي تبعدنا عن من نحب..

هذا هو الحب الحقيقي..
وهذه هي المحبة الحقيقية ..


فَـــ ..
اللحظات الجميلة مع من نُحب كالرّمال ..
إن لم نعرف كيف نحتفظ بها جيداً ..
ستنزلق من بين أصابعنا إلى غير رجعة ..

أصعب المعارك التي ستخوضها في حياتك ..
تلك هي التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة وقلبك الذي يرفض ان يتقبلها ..

محمود درويش ..

/

بالرغم من أننا نؤمن بأن اختيار العقل أكثر صواباً ..
إلا أنه يصعُب ..
بل من المستحيل التخلي عن أشياء إختارتها قلوبنا ..

فجميعنا نعيش حكايات ..
حكايات تسرقنا فيها مشاعرنا من الدنيا وما فيها ..
نغرق حتى العُمق في أحاسيسنا المُربِكة ..
دون النّظر إلى نتائِجها .. وعواقِبها ..

لكن أغلبنا ..
يُعاني صِراع ..
صّراع يدورُ بَيْن العَقلِ والقَلب ..

العَقل ..
الذي يرفض بعض الأشياء في الحكاية ..
يرفض الظروف المحيطة ..
يرفض الإنتظار ..
يرفُض المسافات الطويلة ..
يرفض أحلام الوَهم ..


والقلب ..
الذي يُضحّي بكل ما يرفُضه العقل ..
لكي يبقى سعيداً بهذه الحكاية ..
لكي تبقى نبضاته مُشتعلة ..
وغُرفته مُضيئة ..

صراعٌ يحتلّنا من البداية حتى النهاية ..
يجعلنا نفشل حتى في الحكاية ..

صِراع ..
قد يكتب بنفسه نهاية مشاعرنا ..
قد يوقفنا في منتصف الدائرة ..
لا نَعلم في أي إتجاهٍ نَسِير ..
وفي أي مكانٍ نَستَقِر ..!

الدُّنيا واسعة وكبيرة جداً ..
مليئة بالطرقات ..
بالأشياء..
بالثوابت ..
بالتغيرات والمُتغيرات ..

لكنها تعودُ لتَضيِق أحياناً ..
لتُصبح صغيرة جِداً ..

لا نعرف حجمها الحقيقي ..
إلا حين نستذكرُ من فقدنا أثارهم تماماً من حياتنا ..
إلا حين نتعثّر بمن تاهت خطواتهم عن طرقاتنا ..

نكتشف أنها مهما اتّسعتْ ..
يبقى هناك مساحة اتصال ..
ومساحة لقاء ..
ومساحة قدر ..

يبقى هناك نافذة صغيرة ..
تُعيد لنا الماضي ببعض الخطوات وبعض الأحلام..
وأشياءَ كثيرة عانقت كل لحظة جميلة من أيامنا الماضية..
وشاركت عمرنا بعض أفراحه وكثيراً من أشيائِه ..!

قبل أن نَكْتُب عن الحُب ..
نحتاجُ أن نَفهَمَ معنى الحُب ..
نحتاجُ أن نعيشه بكل جوارحنا كحالة خاصّة لا تَتكرَّر ..
ولن تَتكرَّر ..

نحتاجُ أنْ نَشعُر بِهِ حَشْرجَةً عالِقَةً في الجهة اليُسرى ..
نحتاج أنْ نعتبرهُ ضَميراً مُتَّصِلاً بِنا مُباشرة ..

عَلينا أنْ نُمارسَه بكُل أشكالِه و ألوانِه ..
في تفاصيلِه الدّقيقة .. الهادئة والصُاخِبَة ...
في الَّلقاءات الّتي لا تَنتهي ..
في الَّلحظات المُشْبَعة بالحنين ..
في الشَّوق ..
في المقاعدِ الّتي لا تترك أيادينا سِوى مُتشابكةً مُتعانِقة ..

فالحُبُّ قَيدٌ مُتَّصِلُ بِنا مُباشَرَة ..
مُتَّصِلٌ بِقُلوبِنا ..
بأرواحنا ..
بلهفتِنا ..
بغريزتِنا ..
بأجسادِنا ..
وبٍكُلِّ تَفاصيلِنا ..

وحِين يكون مُنفصِلاً عن كُلِّ هذه الأُمور ..

سيكونُ من الصَّعبِ جداً أنْ نَفهَمْهُ ونَعِيشُه ..

سَيكونُ أيَّ شيءٍ ..
إلَّا حُب ..!