في هَمَساتي كُلُّ شَيءٍ مُبَاح ..!

الانسان اجتماعي بطبعه ..
يكره ان يمارس حياته وحده..
يكره ان يسكن الى الاشياء وحده..
وتكون كل مشاعره مضطربة في انعزاله ووحدته..

وفي المقابل ..
لا يجب ان نُضخم علاقاتنا في هذا العالم الإفتراضي ..
يجب دائما ان نضعها في إطارها الصحيح..
كي لا نضحك بها على انفسنا..
وحتى على الاخرين..

فالمبالغة في المشاعر الافتراضية هي مخاطرة بحد ذاتها..
هي الغَوص في المجهول ..
وربما في الإنزلاقات ..

والأهَم ..
هي حكاية أحاسيس قد لا تُحمد عُقباها ..!

مهما حاولنا أن نخفي خصوصيتنا في عالمنا لا نستطيع ..

فمشاعرنا احيانا تكون اكبر بكثير من منطق عقولنا وذاكرتنا..
ونكون أهم بكثير من مجرد عابري عمر وطريق في ممرات الحياة ..!

إليكِ أنتِ أنثاي ..
إليكِ أنتِ يا مَن تعرِفين نفسك ..
وتَعرِفين تماماً أنّي أحِبُّك ..
وأنَّ قلبي يشهقُ مع كُل نبضة من نبض قلبك ..
فأنتِ وحدك يسكُنني الشّوق إليك ..
أنبض بك وبحبي لك ..
وقلبي يشتاقك كل حين وكل وقت ..

أنتِ تعني لي الكثير ..
الكثير ..
وأكثر من الكثير بكثير..

فكم أحتاج للعبور معك فوق مساحات غير أرضية ..
للتحليق معا عالياً في عالم غير عادي ..
لكل خروج عن المألوف ..
لكل عبثٍ خارج حدود الزمان الذي يحاصرنا ..
وخارج ابواب المكان التي تحتجزنا ..

أحتاج أن نكون بعيداً عن كل ما يشدنا إلى الأرض..
وعن كل ما يربطنا فيها ..
وعن كل ما يجعلنا نستوطن الزاوية الوحيدة المُتاحة لنا ..


أحتاجك ..
أحتاجك حد الجنون ..
حد الثمالة ..!


فمساؤك حُبٌّ وورودٌ مُعطّرة ..

ومسائي أنتِ دائماً ..
وأنتِ أعذب وأرق وأجمل أوقاتي ولحظاتي ..!

مهمٌ جداً أن نكتب الحُب ..
ونتكلم عن الحُب مع من نُحب ..
ونخبر من نحب أننا نحبه ..

لكن الأَهَم ..
أن نفعل الحُب معه ..
أن نحضُنه حين عبئاً يحملُه ..
أن لا نخطو بإتجاهه فقط لإستقباله كديكور للواجبات ..
أن نتوقف في مكاننا حاملين قُبلة دافئة في قلوبنا له ..

أن لا ننتظر المُناسبات لكي نبرهن له كم نُحبه ..
أن نختلق المناسبات التي تجعله يعرف كم نحبه ..

ليس مهما أن نُحب من بعيد ..
الأهم أن نزيل المسافات التي تبعدنا عن من نحب..

هذا هو الحب الحقيقي..
وهذه هي المحبة الحقيقية ..


فَـــ ..
اللحظات الجميلة مع من نُحب كالرّمال ..
إن لم نعرف كيف نحتفظ بها جيداً ..
ستنزلق من بين أصابعنا إلى غير رجعة ..!

يقول درويش ..

أيها الحاضر تحمَّلنا قليلاً ..
فلَسنا سوى عابري سبيل ثُقلاء الظل ..!

/

الأفكار تملأ العقل ..
تدور بالرأس في كل الإتجاهات ..
أبحث عن شيء ما ..
لستُ أدري ما هو ..
أي شيء ..
أي شيء .. لا يَهُم ..

فكثيراً جداً ..
ولكي نشعر أننا أحياء ..
وما زال داخلنا بعض نبض ..

نُحاول أن نملأ لحظاتنا..
بأي شيء ..
أي شيء ..

حتى ولو كانت مجرد أشياء..
لا قيمة لها أبداً ..!

في الحُب ..
لا يمكن لنا أن نتواجد في منطقةٍ وُسطى ..
أو في زاوية حِياديّة ..


في الحُب ..
إمّا أَن تكون مشاعرنا غارقة في عُمق دائرة لا قاع لها ..
وإمّا أن نكون على سطح الأشياء دون أن نشعر بها ..

في الحُب ..
إمّا أن تكون ذاكرتنا متوقفة عند قلبٍ واحد ..
في زمنٍ واحد ..
وفي احساس واحد ..
وإما أن تكون أفكارنا عابرة كل الأشياء ..
إلا ذاك القلب ..
وذاك الإحساس ..

فالحُب لا يَتجَزأ مهما كانت المُحاولات ..

ومهما حاولنا أن نُرمِّم بعض أجزاءه المكسورة ..
يبقى إحساساً واحداً فقط لا يتجزأ ..
رغم كل المُحاولات ..

يبقى حُباً كاملاً متكاملاً ..
بكل تفاصيله ..
أو لا حُب أبداً ..

فإما حُب ..
أو لا حُب ..!