قضى عبد الرحمن الثّاني 16 عامًا في الحروب والقضاء على الثّورات والفتن، وبعدها استطاع التفرّغ لإعمار الأندلس، فقامت نهضة عمرانية،

ثقافية وعسكرية عظيمة في عهده، فعمّ الخير على كلّ الناس حتّى لم تعدْ تجد متسوّلًا واحدًا في البلاد، وجدّد جامع قرطبة، وازدهرت حركةُ العمارة والزخارف التي كان يحبّها،

ورصف الطرقات، وجعل الإنارة ليلًا، حتّى أصبحت الأندلس درّةَ عقدِ بلاد المسلمين، وكان أوّل مَن أدخل بها كتب الأوائل، ونشط الاقتصاد والزراعة في كلّ ربوع الأندلس ...

اكبر خطأ عسكري حدث في تاريخ الإسلام ..!
- قام المسلمون بفتح الأندلس باستثناء بقعة صغيره تستطيع أن تتأملها في الخريطة تُسمى “صخرة بلاي” أو “مغارة كوفادونجا” .
- تحصنت فرقة عسكرية صغيرة هربت من آخر المعارك بين المسلمين والقوط وكان يرأسها القائد “بلاي“ والذي سميت المنطقة بإسمه لاحقا ولم يستطع المسلمون الوصول لها لوعورتها.

- ذكرت بعض المصادر الإسلامية أن من كان برفقة القائد القوطي “ بُلاي " لا يتجاوز عددهم ثلاثين شخصًا ، منهم عشرة فرسان والباقي نساء وأطفال !
- حاصرهم المسلمون بضعة أشهر حتى دخل فصل الشتاء ببرودته القاسية فقال قائد سرية المسلمين مقولته الشهيرة

" ثلاثون عِلْجًا ما عسى أن يجيء منهم " ، فغادرهم وتركهم وشأنهم .
- رحمك الله أيها القائد لو تعلم أي خطأ أخطأت ، فهذه البقعة كانت الثغرة التي أصابت المسلمون ، كانت كالفايروس سرعان ما توسعت ، فمنها بدأت النهاية ، والتي سطرت فصولها على مدى ثمان قرون ، وختمت آخر ملاحمها بسقوط غرناطة.

- واليوم يعتبر “بلاي” أحد أشهر رموز أسبانيا فتجد تماثيله في كل مكان في أسبانيا والبرتغال ، كما تعد “صخرة بلاي“ مزارًا مقدسًا عند الأسبان والبرتغاليين فيزورها سنويًا الآلآف من السياح .

- وقد بنيت بجانب الصخرة كنيسة ضخمة تخليدًا لذكرى “بلاي پلاجيوس“.

لا تزال سراديب وجدران البيوت العربية في مدينة قرطبة وغيرها من مدن الاندلس تختزل في داخلها المصاحف والمخطوطات العربية الإسلامية ، والتي كان أصحابها يخفونها عن اعين محا.كم ا. لتفتيش بعد سقوط الأندلس، فحيازتها كان كفيلا بأن يساق صاحبها إلى حتفه!!
الصورة لمخطوطات عربية عثر عليها في إسبانيا عمرها اكثر من ٥٠٠ عام ..

في هذا المكان وفي زمن غير هذا الزمان وبالقرب من هذا القصر الخرب توقفت عقارب التاريخ، في يوم أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يوم أسود في تاريخ البشرية جمعاء، نعم توقفت عقارب التاريخ بل و أكثر من ذلك بدأت تتقهقر في الإتجاه المعاكس لتلتهم قرون المجد والعلو والتاريخ الشامخ،

في هذا المكان الذي كلما ذُكر أحسّ أحرار الأمة و البشرية قاطبة بغصة خانقة تعصر الروح عصرا وتهدٌ القلب هدّا، إنّه بلاط الشهداء حيث دارت أحداث معركة تعتبر من أمّ المعارك في التاريخ الإسلامي، معركة فاصلة وحاسمة كبحت جماح الفتوحات الإسلامية كبحًا

وحرمت كلّ أوروبا من نور الإسلام الساطع الذي كان من شأنه أن يضيء أوروبا المظلمة، و أخرتهم عن حضارة عظيمة لم يعرف التاريخ مثلها.. هنا بلاط الشهداء وسميت بذلك لكثرة شهداء المسلمين الذين سقطوا في المعركة، وتسمى كذلك بمعركة بواتيـية أو معركة تور لقرب هذه المنطقة من المدينتين،

هنا في رمضان سنة 114هـ / 10/10/732 التقى الجيش الإسلامي بقيادة عبد الرحمن الغافقي رحمه الله، وجيش الفرنجة وأوروبا بقيادة شارل مارتل، استمرت المعركة لمدة عشرة أيام كانت كفة النصر في البداية قد مالت نحو المسلمين لكن سرعان ما انقلبت الأمور رأسا على عقب

جراء تهاون الجيش الإسلامي الذي صرف اهتمامه نحو الغنائم عوض أرض المعركة، استشهد القائد عبدالرحمن الغافقي وانهزم الجيش الإسلامي وتوقفت الفتوحات في بلاد الفرنجة.

عرب الأندلس والعلوم ..... ؛

اهتم العرب في الأندلس بالعلوم بشتى أنواعها، حيث أسسوا المدارس والمكتبات والمراكز العلمية التي كانت مقصدًا للعلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم ؛

وفي دراسة إحصائية حديثة أجراها المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني ، على أكثر من 11 ألف مخطوط لعلماء أندلسيين مختلفين، خلصوا إلى أن ما يقارب 85% من العلماء هم عرب الأصول والأنساب.

وقد تصدر قائمة العلماء_العرب في الأندلس قبائل 《الأنصار》 بما يعادل 950 عالم، ثم 《القيسيون》 بما يعادل 390 عالم، ثم 《اللخميون》 بما يعادل 350 عالم، وتليهم 《بنو تجيب》 بما يعادل 290 عالم، وبعدهم تأتي 《قبيلة الأزد》 بما يعادل 220 عالم، 《وبنو معافر》 بما يعادل 210 عالم، 《وبنو غافق》 بما يعادل 190 عالم وغيرهم كما هو مبين في المبيان أول تعليق .

وكثرة العلماء من الأنصار أي الأوس والخزرج طبيعي مادامو يشكلون أكبر قبائل الأندلس كما قال ابن_سعيد الأندلسي عنهم ؛ 《 والعجب أنّك تعدم هذا النسب بالمدينة وتجد منه بالأندلس في أكثر بلدانها ما يشذ عن العدد كثرة، ولقد أخبرني من سأل عن هذا النسب بالمدينة فلم يجد إلاّ شيخاً من الخزرج وعجوزاً من الأوس 》.

وقال ابن_غالب الأندلسي 《 وكان جزء الأنصار بناحية طليطلة، وهم أكثر القبائل بالأندلس في شرقها ومغربها 》.

في الأندلس كانت الحدائق بعدد البيوت إذ كان في كل بيت حتى الصغير منها حدائق، وفي الدُّور الصغيرة في غرناطة وقرطبة ومدن الأندلس، كان فيها جميعًا رعم صغر حجمها مياهًا جارية وزهورًا وورودًا عبقة وشجيراتٍ ووسائلَ راحة كاملة..