غـــــــــــربة

أكتبوا
لمن تحبون ما لا تقدرون على قوله
فالصمت مقبرة
و السكوت سحب سوداء لا تروي الصدور
أكتبوا
على أقصر مسافة ممكنة
على الرصيف المحاذي
أو الجدار الذي يوشك أن يعلو
لتكن الكتابة تلك المهدئ السحري الذي يذهب بألم الغربة
حتى لو كانت الرسائل اعترافاً مدمّراً
لكنها أهون من حيرة تقرضنا من العمق للأطراف
و وردة بيضاء قد تقول الكثير

عافاك الله eve .. على هذه الغربه.
في غربتي تغرب النور عن عيني .. ! وش حاجتي في نور عين غاب غاليها .. !

صدى الحزن في صمتي
لن يقتلك
لن يُنطِقك
لن يغير من الأمر شيئاً
و تلك العزلة لا ترعبني
لكنها تقتل رغبتي
تجعل المتناقضات كلها سيان
حتى غيابك و حضورك
أتوحّد بالصمت
أصبح حقيقة متجلية
في قلب العتمة و السكون
و فيها تتجلّى الغربة
كرجل يطلب أن نتشاطر الحياة و ما تبقى منها
و أقول له على مضض : قبِلت
فيأخذني إلى لججه
و أبدأ نسيان كل ما مضى
حتى اسمي
أدرك الأشياء من حقيقتها
لا من سابق معرفتي بها

اكون في سماء كلها غيم
وتحتها امطار

تتلاطم ريحها
بين هبوط وارتفاع

رائحة زكيه ورائحة
ذكرى شقيه

تسكن عمق الروح
وتحتل القلب ومنازله الاربع

اخترت أن
أقع في هوى الغربة
لا أن أقاومها
فأدركت بعض محاسنها
و كشفت عن مفاتني
فغدونا عشيقين
لن يعتبرنا المجتمع مذنبين في وضع مخلّ
بل مجنونة
تضاجع الوهم و تحمل منه أحزاناً تولد كبيرة
تصغر تصغر حتى تموت في حضن أبيها
و تنجب آخرين حتى لا تفقد خصوبة ذاكرتها

غين و غين و عين
معادلة غير متكافئة
غياب و غربة
و العين عالقة بحبل أمل مدلّى
كالمشنقة الحانية
نحتضر
و لا نموت
طب نفسا يا موعود