كَمَا أَنَا ..!

إياك أن تأخذني على محمل ظنك السئ ،
وأن تُفسرني حسب مفهومك ،
وأن تُلبس أفعالي لباس سوء ،
ففيَّ من الصدق ماليس بمقدروك فهمه ومايفوق تصورك .
فقط .. كما أنا وليس كما تعتقدني !


هنا .. فقط .. إشراقة احرف وكلمات !

هناك صوت بداخلي يصرخ .. صبراً !
رعم أن خيبات الامل لاتزال تُحاصرني من جميع الزوايا ،
الى درجة لم اعد اجد زاوية اجلس بها !

توقفت عن الكلام، توقفت عن إبداء رأيي في الأشياء، توقفت عن إضافة أصدقاء جدد،
توقفت عن مشاركة الآخرين ما أفكر به، توقفت عن تصوير الأماكن الجميلة،
توقفت عن منح الأحداث دهشة توازيها، توقفت عن ترشيح الكتب للأصدقاء،
توصلت إلى أن أكتفي بهذا القدر من الزُّحام،
بهذا الزُّحام الذي يقتلع جُذوري من أرضي،
لقد أحدثت تغيرات كبيرة دون أن أتحرك،
من خلال هذا الوقوف أصبحت حيّة قادرة على الحركة بشكل جيد!

اصبح سقف توقعاتي منخفضٌ جدًا،
لا يدهشني أي وجعٍ تخلفه الحياة بعدها،
تدهشني أبسط الأشياء، كنصٍ قرأتهُ صدفة، كمنظر الشارع من النافذة، ككوب شاي.

تخيل أنك تحمل حقيبة ظهرك وقد وضعت فيها كل ماتملك، ملابسك.. بيتك.. سيارتك.. تلفازك..
مقر عملك، ثم حاول أن تتحرك!
الآن ابدأ في التخلي عن بعض مافيها، فماذا ستترك؟
صورا لأصدقاء لم تعد تراهم؟
تخيل أنك ستحرق كل ما في الحقيبة لتستيقظ غداَ وأنت خفيف نشيط.

نحن نثقل أنفسنا بما نملك ونرفض التخلي عنه، فنظل نضيع عمرنا في أعمالنا المملة،
حتى نفقد أهم ما يميزنا كبشر وهو التنقل والسفر بحرية، فالحركة هي سر الحياة.