|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() | #1 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() اعلم علمني الله وإياك أن أعظم آية في كتاب الله تعالى هي آية الكرسي، وذلك لما تضمَّنته هذه الآية من أسماء الله وصفات الله الحسنى، ونعوت الكمال والجلال والبهاء له سبحانه وتعالى؛ يقول الحق - سبحانه وتعالى -: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 255، 256]. يقول السعدي - رحمه الله -: هذه الآية الكريمة أعظمُ آيات القرآن وأفضلها وأجلُّها، وذلك لِما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة، فلهذا كثُرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها، وجعْلها وردًا للإنسان في أوقاته صباحًا ومساءً، وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات... وها هي تقدِّم لمَن يُقر بما فيها، ويقرأها دُبر كلِّ صلاة - شهادةَ ضمان لدخول جنة الرحيم الرحمن، فعن أمامة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن قرأ آية الكرسي دُبر كلِّ صلاة مكتوبة، لم يَمنعه من دخول الجنة إلا الموت)[1]. قال بعض أهل العلم: واختُصَّت آيةُ الكرسي بذلك؛ لِمَا اشتملت عليه من أصول الأسماء والصفات الإلهية، والوحدانية، والحياة القيومية، والعلم، والملك، والقدرة، والإرادة، و﴿ قُلْ هُو اللَّهُ أَحَدٌ ﴾متمحِّضة لذكر صفات الله تعالى. هي أعظم آية في القرآن الكريم، فعن أُبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظمُ؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، قال: فضَرب على أو في صدري وقال: "والله لِيَهْنِك العلمُ أبا المنذر"( [2]). وفي رواية عن أُبي أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله: أي آية في كتاب الله أعظم، قال: الله ورسوله أعلم، فردَّدها مرارًا، ثم قال أُبي: آية الكرسي، قال: لِيَهْنِك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده، إن لها لسانًا وشفتين تقدِّس الملك عند ساق العرش[3]). إن فيها اسم الله الأعظم: عن أبي أمامة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة وآل عمران وطه، فالتَمِسْتُها، فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وفي سورة آل عمران: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2]، وفي سورة طه ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ﴾ [طه: 111][4]. يقول المناوي - رحمه الله -: (اسم الله الأعظم) قيل: الأعظم بمعنى العظيم، وليس أفعل للتفضيل؛ لأن كل اسم من أسمائه عظيم، وليس بعضها أعظم من بعض، وقيل: هو للتفضيل؛ لأن كل اسم فيه أكثر تعظيمًا لله فهو أعظم، فالله أعظم من الرب، فإنه لا شريك له في تسميته به لا بالإضافة ولا بدونها، وأما الرب فيضاف إلى المخلوق (الذي إذا دُعي به أجاب)، بمعنى أنه يعطى عينُ المسؤول بخلاف الدعاء بغيره، فإنه وإن كان لا يُرَدُّ لكونه بين إحدى ثلاث: إعطاء المسؤول في الدنيا أو تأخيره للآخرة، أو التعويض بالأحسن (في ثلاث سور من القرآن: في البقرة وآل عمران وطه)، قال أبوشامة: فالتمستُها فوجدت فالتَمِسْتُها، فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وفي سورة آل عمران: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2]، وفي سورة طه ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ﴾ [طه: 111]، كذا في الفردوس، وقد اختُلف في الاسم الأعظم على نحو أربعين قولًا أفردَها المصنف وغيره بالتأليف. قال ابن حجر: وأرجحها من حيث السند الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلِد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وفي الحديث ردٌّ علي أبي الحسين بن سمعون في زعمه أن الاسم الأعظم سبعة وثلاثون حرفًا من حروف المعجم، نقله عنه في الملل والنحل [5]. آية الكرسي حصن من الشيطان: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: "والله لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعليَّ عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليتُ عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة، ما فعل أسيرُك البارحة)، قال: قلت: "يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحِمته فخليتُ سبيله"، قال: (أما إنه قد كذَبك، وسيعود)، فعرفتُ أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه سيعود) فرصَدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: "لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعليَّ عيال، لا أعود، فرحِمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك)، قلت: "يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحِمته فخليت سبيله"، قال: (أما إنه كذبك، وسيعود)، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: "لأرفعنَّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعُم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلِّمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: "ما هو؟" قال: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربنَّك شيطان حتى تُصبح، فخليتُ سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة)، قلت: "يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله"، قال: (ما هي) قلت: قال لي: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرصَ شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوبٌ، تعلم مَن تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: "لا"، قال: (ذاك شيطان)[6]. عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تَمر، فكانت تجيء الغول، فتأخذ منه، قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاذهب فإذا رأيتَها، فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذها فحلِفت ألا تعود، فأرسَلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (ما فعل أسيرك؟) قال: "حلِفت ألا تعود"، فقال: (كذَبت وهي معاودة للكذب)، قال: فأخذها مرة أخرى، فحلِفت ألا تعود، فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما فعَل أسيرُك؟) قال: "حلِفت ألا تعود"، فقال: (كذِبت وهي معاودة للكذب)، فأخذها فقال: "ما أنا بتارِكك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني ذاكرة لك شيئًا، آية الكرسي اقرَأها في بيتك، فلا يقربك شيطان ولا غيرُه، قال فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما فعل أسيرك؟)، قال: فأخبَره بما قالت، قال: (صدَقت وهي كذوب)[7]. [1] أخرجه البيهقي في الشعب ح 7532، وصححه الألباني في الصحيحة ح 972. [2] أخرجه مسلم ح 810. [3] أخرجه أحمد ح 21315، وعبد الرزاق ح 6001، وعبد بن حميد ح 178، وصحَّحه الالباني في الصحيحة ح 3410. [4] أخرجه الحاكم ح 1866، قال الشيخ الألباني: (صحيح)؛ انظر حديث رقم: 979 في صحيح الجامع. [5] فيض القدير [ جزء 1 - صفحة 510 ]. [6] أخرجه البخاري ح 2311. [7] أخرجه الترمذي ح (2880)، وصحَّحه العلامة الألباني في صحيح الترغيب1469. السيد مراد سلامة شبكة ******* | |||||||||
![]() |
| |
![]() | أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||