دنيا غريبه

عندي سالفه والله من كثر ما هي غريبه، للحين ما استوعبتها
كيف الناس تفكررررررر

قبل كم شهر، فتحت واحد من برامج التواصل، وأنا أصلًا ما لي فيه، ما أفتحه إلا نادر، بس كنت أدور شي محدد، وقلت خلني أمرّ عليه.
وأنا أتقلّب، طاح عيني على حساب شدّني، حسّيت فيه شي مألوف، كأنّي شايفه أو سامعه من قبل.
قعدت أطالع، وأقلّب، وكل ما شفت شي حسّيت قلبي يعصر، التفاصيل اللي فيه ما هي غريبه أعرفها عشتها

ومن الفضول أضفتها
ولما دخلت الحساب، والله يا جماعة، كأني باب بيتنا
كل شي موجود سوالفنا، جمعتنا، لقطات من بيوتنا، حتى صورة أخوي الصغير، وأشياء خاصة ما تنقال إلا بين أربع جدران!

جلست منصدمة، حاسة كأني مكشوفة، كأني قاعدة أشوف خصوصيتي قدامي على الملأ
سكّرت البرنامج على طول، وحذفته، قلت لا بارك الله في فضول جرّني لهالشوفه، وقلت خلصت حاجتي، ولا لي رجعه له.

لكن من فترة بسيطة، احتجت أفتحه مره ثانيه
دخلت أدور على موضوع ما، وإذا بالحساب نفسه يطلع لي
نسيت منهو، ونسيت السالفه، وقلت: وش جاب ذا؟
رجعت أتذكر… إيهه، هذا حساب قريبتي

هنا عاد طلعت الحرّه…
الحساب يا جماعة، ما فيه ولا شي طبيعي
كل شي يخصّها ويخصنا، حاطّته كأنه محتوى للمتابعين
تفاصيل دقيقة، سوالف بيت، صور من جمعة، لحظات ما تُشارك، صارت فجأة مشاع

ولما درت إني ضايفتنها؟
راحت وحذفتني
أنا؟ ولا اهتمّيت
تسلم إيديها فكتني من الغثا
بس اللي يضحك ويغيظ، إنّها استحت إني أتابعها، وانا قريبتها من لحمها ودمها
ولا استحت من ألف غريب يتابعها، ويقلّب في خصوصيتها
و حرمة بيوتنا

قلت بعقلي سبحان الله
كيف تفكيرها ما أدري
وشلون عايشه وهي تحط حياتها على الطاولة للناس تتفرج؟
اللي يطالع من برّا، يشوف كل شي، واللي من أهلها؟ لأ، ممنوع!

عاد علموني، هذي وين نوديها؟
صاروا الناس يشوفون خصوصياتهم فخر، ويعتبرون اللي ما يشارك متخلّف
بس يوم يجي أحد من أهلهم ويطالع، يحسون إنه يتجسس!


المشكله أنها قريبتي مو اختـي
ولا اقدر اكلمها ولا لي حق
ما دام أهلها يدرون و ما تكلموا
ويش بيدي أنا من حيله
غير اني انقد

ريحي مخك ولا تنقدين