![]() | #1 | |
![]() | ![]()
في صباحِ أحد الأيام استيقظتُ مرعوباً بسبب "أحد الاحلام المشوهة" التي تتقاطر علي في المدة الأخيرة حاولتُ العودةَ إلى النوم، لكن لم أستطع، فقمتُ متثاقلاً من فراشي واتجهتُ إلى النافذة وأًزحتُ الستارة، سرعانَ ما لَفتَ انتباهي غيمةٌ صفراء تُطِلُ من فوقِ قِمَمِ الجبالِ البعيدة، فانقبضتْ نفسي، فخرجتْ هذهِ الجمل بغضب عنوة من بين أسناني: لكلِ فصلٍ من فصولِ العام جمالٌ يميزهُ عن غيرهِ إلا هنا ففصلُ الصيفِ ولى ولم تزل شمسهُ في بُرْجِها العالي تَلْسَعُ بأسواطها بلا رحمة. وهذا هو الخريف، نسماتُ هوائهِ ممزوجةٌ برائحةِ التراب، وقطراتُ الندى اسْتُبدِلت بحباتِ الرمل. لم تُطل غيومه ؟! لم يقم بواجبه، فالأشجارُ لم تنزع عنها ثوبها البالي ابتسمت ساخرا واخذت اردد: ها....ها... إنها محقة، فلِمنْ تتعرى ؟! ولمن ترتدي فستانها الأصفر؟ طبقتُ شفتيَّ وبلعت لساني الذي كان يتحرك متذمراً خلف أسناني عندما عصفت الريح وثارت، وأخذتْ تصرخُ بدون توقف، اقتربتُ من النافذة فرأيتُ تأثيرَ الرياحِ المندفعةِ بعنفٍ من كلِ صوبٍ على الأشجار التي أخذت تتراقصُ وتتمايل حتى لامست خصلاتها الأرض ارتفعتْ عينايَّ وتسمرت على غيمةٍ كثيفةٍ سوداءَ على مرمى بصري، بدتْ لي هذه الغيمة وهي تتقدم نحوي مسرعةً وكأنها تريدُ أن تنقض على وجهي فتراجعتُ إلى الوراء ثوانٍ حجبت هذه الغيمةُ نافذتي بسوادها، فشعرتُ بالخوفِ والتوتر وأسرعت أبحث عن أنيسي وسبَبَ بلائي .. السجائر. أشعلتُ سيجارة ً، عندها افتكرتُ أنيسي الآخر هاتفي المحمول فلم أجده بحثتُ عنه في الأدراج، على الطاولة بالقربِ من التلفازِ، تحتَ السرير، فوقه، فقد يكون مختبئاً تحت اللحاف، أخذت أبحثُ عنه في جميع أرجاءِ المنزل، أيضاً لم أجده فصرخت منادياً زوجتي، فجات مسرعة: خير؟ فقلت بغضب وكأنها المسؤولة: أين هاتفي المحمول؟ فقالت مبتسمة: أُنظرْ .. إنه أمام عينيك، وحملته وناولته لي بكل أدب، فنزعته منها وقلت بدون أن أنظر إليها: الفطور جلستُ. أخرجت سيجارةً وأشعلتها وأخذت أداعب هاتفي، ومع النفخة الخامسة لسحابة الدخانٍ سمعتْ أُذناي بوضوحٍ أغنية أسمهان " ليالي الأنس في فيينا "، كان مصدرها الشارع، فقمت من مكاني واتجهت إلى النافذة فرأيت ابن عم زوجتي حانياً ظهره، دافناً رأسه بين كتفيه في وسط الشارع الخالي، مواجهاَ ريحاَ عاتية تصفعُ وجهه، وتلسعُ يديه وساقيه، يتمايل حاملاً معه المسجل، وعندما وصل مقطع الأغنية: امرح واطرب افرح ... ابعث قلبك يسبح ويطير" " لم يستطع المقاومة، فقام ورفع صوتَ المسجل إلى أقصاه، وأخذ يرقصُ وسط العاصفة، يشاركه الرقص أشلاءَ الأشجارِ والأوراق المتطايرة والعلب الزاحفة وبمجرد دخول زوجتي حاملةً صينية الإفطار قلت لها ساخراً: أنظري إلى ابن عمك المجنون فردت على غير عادتها: مجنونٌ خيرٌ من عبوسٍ كثيرِ التذمر فقلت ماذا؟! فأجابتني مسرعة وهي تنظر الي ببرود: هو ما سمعت فقلت باستخفاف: لماذا لا تغادرين وتعيشين معه؟ سمرت عينيها في وقالت متحدية: إن كنت رجلاً قولها، انطق بتلك الكلمات الثلاث .... هيا: غرد، إسمعني ،إطرب اذني ؟ ضلت واقفةً في مكانها تبارزني بعينيها وانا انظر اليها بدهشة رابط يدي حول صدري وقد تجمدتْ ملامحي، ورٌبط لساني، وانتابني ذعر لا يمكنني وصفه! | |
![]() |
![]() | #2 | |||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]()
قصة لها معنى كبير يعطيك العافية اخي يختم لـ3 ايام مع التقييم | |||||||||||||||
![]() |
إضافة رد |
| |
![]() | أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||