![]() | #1 | |||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() الزَّرَافَةُ (الجمع: زَرَافَى وزَرَافِيُّ) هي جنس من الثدييَّات الأفريقيَّة شفعيَّة الأصابع، وهي أطولُ الحيوانات البريَّة بلا مُنازع، وأضخم المُجترَّات على الإطلاق. اسمُها العلميّ «Giraffa camelopardalis» (نقحرة: جيرافا كاميلوپاردالِس)، واسمُ نوعها، أي «camelopardalis»، يعني حرفيَّا «الجمل النمريّ» أو «الجمل الأنمر»، في إشارةٍ إلى شكلها الشبيه بالجمل واللطخات المُلوَّنة على جسدها التي تجعلها شبيةٍ بالنمر. أبرزُ خصائصها المُميَّزة هي عُنقها وقوائمها فارعة الطول، والنُتوءات العظميَّة على رأسها الشبيهة بالقُرون، وأنماطُ فرائها المُتنوِّعة. تُصنَّفُ ضمن فصيلة الزرافيَّات، إلى جانب قريبها الوحيد المُتبقي، أي الأكَّأب. منها تسعُ نويعات، يُمكنُ التفريق بينها عبر أنماط فرائها التي تختلفُ من نويعٍ إلى آخر. موطنُ الزرافى الحالي مُتجزّءٌ، وجُمهراتها مُبعثرةٌ، وتنتشرُ من التشاد شمالًا حتَّى جنوب أفريقيا جنوبًا، ومن النيجر غربًا إلى الصومال شرقًا. تشملُ موائلها الطبيعيَّة عادةً السڤناء، والأراضي العُشبيَّة، والأحراج المكشوفة. قوتُها الرئيسيّ هو أوارقُ الطلح (السنط، أو الأقاقيا)، التي ترعاها على ارتفاعاتٍ لا تصلها أغلب العواشب الأُخرى، وقد تتناول الزرافة بِلسانها الطويل (البالغ حوالي نصف متر) غصنًا من ارتفاعٍ يُقارب ستَّة أمتار، وبحركةٍ جانبيَّةٍ من رأسها تُجرِّد ما عليه من ورقٍ. وتعيشُ الزرافة طويلًا دون ماء، وحينما تُقبلُ على الشُرب تُباعدُ ما بين قائمتيها الأماميتين كثيرًا لتبلغ الماء. ومع أنَّ للزَّرافة أطول عُنُقٍ بين الثدييات، فإنَّ لها الفقرات الرقبيَّة المُعتادة السَّبع فقط (وهو عددها في كافَّة الثدييات). وارتفاعُ الزَّرافة مع حدَّة بصرها يُعطيانها أعظم مجالٍ للرؤية بين الثدييات. تُشكِّلُ الزرافى طرائدًا لجُملةٍ من الضواري، أبرزُها الأُسود؛ وتقعُ صغارها أحيانًا ضحيَّة النُمور والضِّباع المُرقطة والكلاب البريَّة الأفريقيَّة. لا تتمتَّع الزرافى البالغة بروابط اجتماعيَّة قويَّة، على أنَّها تتجمَّع في مجاميع صغيرة فضفاضة الصلة، لو حصل أن كانت جميعُ الأفراد تتجهُ في ذات الاتجاه. تفرضُ الذُكور مرتبتها الاجتماعيَّة عبر سلوكٍ يُعرف «بالتعانق»، وهو شكلٌ من أشكال القتال عند هذه الحيوانات، حيثُ تضربُ بعضها البعض باستخدام أعناقها. وحدها الذُكور المُهيمنة تتزاوجُ مع الإناث، التي يقع عليها وحدها عبء تربية الصغار. ولون الزرافة الأبقع الرَّمليّ والكستنائيّ يموهها في بيئاتها، وهي إلى ذلك تُجيدُ الدفاع عن نفسها بالرفس أو النطح. أسرت الزرافة الحضارات البشريَّة المُختلفة قديمًا وحديثًا، بسبب مظهرها الغريب والفريد بين جميع الحيوانات، فجُسِّدت في الكثير من اللوحات الفنيَّة والرُسومات والكُتب والرُسوم المُتحرِّكة. يُصنِّف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة الزرافى على أنَّها غير مُهددة، لكنَّها رُغم ذلك استُؤصلت من الكثير من أنحاء موطنها السَّابق، وبعضُ نويعاتها مُصنَّفٌ على أنَّهُ مُهددٌ بالانقراض. لكن على العُموم، ما تزالُ الزرافى موجودةٌ في الكثير من المُنتزهات الوطنيَّة ومحميَّات الطرائد. التسمية والتأثيل «زَرَافَة» اسمٌ عربيّ، يُفيدُ معنى «الرشاقة» ويُطلق على ذات الخُطوات المُتمهلة، وعلى طويلة الرقبة المُشرأبَّة، وهي كُلَّها صفاتٌ تنطبقُ على هذه الحيوانات. و«زَّرَافَةُ» مُشتقَّةٌ من «زَرَفَ» و«زَرَفَت»، يُقالُ: « زَرَفَتِ النَّاقَةُ: أَسْرَعَتْ وهي زَرُوفٌ كصَبُورٍ وكذلك رَزَفَتْ»، وقيل أيضًا: «ناقة زَرُوفٌ طويلةُ الرِّجْلَيْنِ واسعةُ الخَطْوِ وناقة زَرُوفٌ ومِزْرافٌ أَي سَريعةٌ وقد زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها»، وقال الراجز «يُزْرِفُها الإغْراءُ أَيَّ زَرْفِ ومشت الناقةُ زَرِيفاً أَي على هِينَتِها». والجمع: زَرَافَى، وزَرَافِيُّ. وعند البعض، فإنَّ الاسم يُحتمل اشتقاقه من إحدى اللُغات الأفريقيَّة، وهو يعني بدوره أيضًا «سريعةُ الخطوات»، اشتقت جميعُ اللُغات الأوروپيَّة تسمياتها للزرافة من الاسم العربي، مُنذُ العُصور الوسطى، فعلى سبيل المِثال، كانت الأسماء الإنگليزيَّة الوُسطى لهذه الحيوانات تشتمل على: جيرَّاف، وزِراف، وجيرفونتز، ويُشيرُ البعض إلى احتمال اشتقاق الاسم أيضًا من الكلمة الصوماليَّة جِري. ظهرت التسمية الإيطاليَّة جيرافا خِلال عقد التسعينيَّات من القرن السادس عشر الميلاديّ. وظهرت التسمية الإنگليزيَّة المُعاصرة جيرَّاف حوالي سنة 1600م اشتقاقًا من التسمية الفرنسيَّة جيراف. أمَّا تسمية النوع «camelopardalis» (نقحرة: كاميلوپاردالِس) فهي لاتينيَّة. تشتقُّ اللُغة الأفريقانيَّة تسميتها لهذه الحيوانات من اللاتينيَّة أيضًا، فتُطلق عليها: «كاميلپارد» (بالأفريقانيَّة: Kameelperd)، ومن التسميات الأفريقيَّة الأُخرى: إيكوري (بلُغة الأتيسو)، وكانيت (بلُغة الألگون)، واندويدا (بلُغة الگيكويو)، وتيگا (بلُغة الكالنجي واللو)، واندويا (بلُغة الكامّبا)، ونودولولو (بلُغة الكيهيهي)، ونيتيغا (بلُغة الكينياتورو)، وأونديريه (بلُغة لوگبارا)، وإيتيكا (بلُغة لوهيا)، وكوري (بلُغة معدي)، وأولودو - كيراگاتا أو أولچانگيتو - أودو (بلُغة الماساي)، ولينيوا (بلُغة الميرو) وهوري (بلُغة الپاري)، وإيمنت (بلُغة السامبورو)، وتويگا (باللُغة السواحيليَّة وغيرها) في شرق أفريقيا؛ وتوتوا (بلُغة اللوزي)، وانثوتلوا (باللُغة الشنگانيَّة)، وإندلولاميتسي (باللُغة السوازيَّة)، وثوتلوا (باللُغة التسوانيَّة)، وثودا (باللُغة الڤندانيَّة)، واندلولاميثي (باللُغة الزولويَّة) في أفريقيا الجنوبيَّة. التصنيف النُشوء والتطوُّر هيكلٌ عظميّ مُتحجّر للكائن المعروف باسم الشانسيثيريوم (وحش شانسي)، أحد الزرافيَّات البدائيَّة، معروضٌ في متحف بكين للتاريخ الطبيعي. تنتمي الزرافة إلى رُتيبة المُجترَّات، التي كشفت دراستها أنَّ الكثير من أعضائها ترجع بأُصولها إلى أواسط العصر الفجري (الأيوسيني)، وتحديدًا في مناطق آسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الشماليَّة. حيثُ يُحتمل أن تكون الظروف البيئيَّة والإيكولوجيَّة خِلال هذه الفترة قد سهَّلت ويسَّرت تشتتها السريع. والزَّرافةُ هي إحدى نوعين فقط باقيين من فصيلة الزرافيَّات، والنوعُ الآخر هو الأكَّأب. وقد كانت هذه الفصيلة مُتعددة الأنواع سابقًا، حيثُ تمَّ وصف ما يزيد عن 10 أجناس أُحفوريَّة، وأقربُ الفصائل إليها هي فصيلةٌ أُخرى مُنقرضة تُعرف باسم «سُلميَّة القرون» (باللاتينية: Climacoceratidae)، وتُشكِّلُ معها ومع فصيلة الظباء الماعزيَّة (باللاتينيَّة: Antilocapridae)، التي لا يُمثلها بدورها سوى نوعٌ وحيد حاليًا هو الوعل شوكي القرون، تُشكِّلُ فيلقًا يُعرف بالزرافويَّات (باللاتينية: Giraffoidea). تطوَّرت هذه الحيوانات من فصيلةٍ مُنقرضةٍ مُنذُ حوالي 8 ملايين سنة تقريبًا، في جنوب أوروپَّا الوسطى، خِلال العصر الثُلثي الأوسط (الميوسيني). كانت بعضُ أنواع الزرافيَّات البائدة عظيمة القد، مثل الشيفاثيريوم (وحشُ شيفا)، أمَّا بعضها الآخر، مثل الجيرَّافوكيركس والباليوتراغوس (الماعز العتيق؛ يُحتمل أن يكون سلف الأكَّأب)، والساموثيريوم، والبوهلينيا، فكان طويلًا أو يميلُ أكثر للطول. يُعتقدُ بأنَّ البوهلينيا هاجرت إلى الهند الشماليَّة والصين بسبب تغيُّر المُناخ العالمي حينها، حيثُ تطوَّرت إلى جنس الزرافة، ومُنذُ حوالي 7 ملايين سنة هاجرت من موطنها سالِف الذِكر وبلغت أفريقيا. وقد أدَّى التغيُّر المُناخي المُتسارع إلى انقراض الزرافى الآسيويَّة، أمَّا قريبتها الأفريقيَّة فصمدت وتفرَّعت إلى عدَّة أنواع. ظهرت الزَّرافة المُعاصرة مُنذُ حوالي مليون سنة تقريبًا في شرق أفريقيا، خلال العصر الحديث الأقرب (الپليستوسيني)، ويفترض بعض عُلماء الأحياء أنَّها تتحدَّرُ من نوعٍ بائدٍ يُعرف بالزرافة الجُمعويَّة (باللاتينيَّة: Giraffa jumae)، بينما يُرشّح آخرون الزَّارافة الناحلة (باللاتينيَّة: Giraffa gracilis) لتكون السلف الحقيقيّ لها. يُعتقدُ بأنَّ الدافع الطبيعي لتطوّر الزرافى كان تغيُّر أشكال وأنماط الموائل الطبيعيَّة من تلك كثيفة الأشجار، كالغابات، إلى تلك المكشوفة، كالبطحاء والسهوب وغيرها، والتي بدأت مُنذُ حوالي 8 ملايين سنة. افترض بعضُ الباحثين أنَّ سكن أسلاف الزرافى في موائل طبيعيَّة جديدة، بالإضافة إلى اقتياتها على نوعٍ مُختلفٍ من الطعام، أي أوراق الطلح، قد يكون عرَّضها إلى سُمومٍ كثيرةٍ ولَّدت عندها طفراتٍ أكبر، سرَّعت من وتيرة تطوُّرها. للزرافي طريقتا مشي فحسب:، وهي: السير والرمح. وتسيرُ الزَّرافةُ عبر تحريك قائمتيها على ذات الجهة في نفس الوقت، ثُمَّ تتبعها بحركةٍ مُماثلةٍ على الجانب الآخر، وعندما ترمحُ الزَّرافة فإنَّ قائمتيها الخلفيَّتين تتحرَّك لتصل أمام قائمتيها الأماميتين قبل أن تتحرَّك تلك بدورها إلى الأمام، كما يلتوي ذيلها. تعتمدُ هذه الحيوانات على تحرّك رقبتها ورأسها إلى الأمام والخلف لتُحافظ على توازنها أثناء ركضها، وهي قادرة أن تبلغ سُرعة 60 كيلومتر في الساعة (37 ميل بالساعة)، ويُمكنها المُحافظة على سُرعة 50 كيلومتر بالساعة (31 ميل بالساعة) لعدَّة كيلومترات. تستريحُ الزَّرافة عبر الاستلقاء أرضًا على قوائمها المطويَّة أسفل جسدها، وفي سبيل الاستلقاء، يقومُ الحيوان بالرُكوع على قائمتيه الأماميتين أولًا ومن ثُمَّ يُخفض سائر جسده. وعندما ترغب بالنُهوض، تستندُ الزَّرافة على ركبتيها الأماميتين ثُمَّ تبسطُ قائمتيها الخلفيتين لترفع القسم الخلفي من جسدها، ثُمَّ تُسوّي وتُقوّم قائمتيها الأماميتين، ومع كُلِّ حركةٍ يهزُّ الحيوان رأسه. تنامُ الزرافي الأسيرة في حدائق الحيوان حوالي 4.6 ساعات يوميًا كمُعدَّل، وأغلب نومها ليليّ. وعادةً ما تنامُ الزرافي مُستلقيةً على الأرض، غير أنَّ بعضها وُثِّق نومه واقفًا، وبالأخص بعض الأفراد الكبيرة في السن. يُمكنُ مُلاحظة دُخول الزَّرافة في نومٍ عميقٍ مُتقطّع قصير المُدَّة عندما تطوي رقبتها إلى الخلف أثناء استلقائها، وتُلقي برأسها على وركها أو فخذها، ويُعتقد بأنَّ هذه الوضعيَّة تعكس نوم حركة العين السريعة عند هذه الحيوانات. وعندما ترغبُ الزَّرافةُ بشُرب الماء، فإنَّها إمَّا تركعُ على رُكبتيها لتبلغ مجمع المياه، أو تبسطُ قائمتيها الأماميتين حتّى يصل رأسها للأسفل. يُعتقدُ بأنَّ الزرافي ليست سبَّاحةً ماهرة، إذ أنَّ قوائمها النحيلة ضعيفةٌ جدًا لتُقاوم المياه وتدفع بها إلى الأمام، على أنَّها قادرةٌ على الطفو على السطح. ومن الأدلَّة التي يُقالُ بها لتأكيد عدم قدرة الزرافي على السباحة، هو أنَّ صدرها ستُثقله قائمتيها الأماميتين في المياه، مما يُصعّب عليها تحريك عنقها ورأرجُلها بتناغم، أو حتّى أن تُبقي رأسها فوق السطح. العُنق ذكرُ زرافة بالغ يقتات على أطراف شجرة سنطٍ عالية. تتمتَّعُ الزَّرافة بُعنُقٍ طويلٍ جدًا هو الأطول بين جميع الثدييَّات بِلا مُنازع، ويُمكن أن يصل طوله إلى مترين تقريبًا (حوالي 6 أقدام و7 إنشات)، وهو ما يجعلُ هذه الحيوانات الأكثر ارتفاعًا بين جميع دواب اليابسة. يرجعُ طول أعناق هذه الحيوانات إلى تطاولٍ غيرُ مُتناسبٍ للفقرة الرقبيَّة، وليس بسبب امتلاكها فقراتٍ أكثر عددًا من فقرات سائر الثدييَّات، وكُلُّ فقرةٍ من فقراتها يفوقُ طولها 28 سنتيمترًا (11 إنشًا). تُشكِّلُ الفقرات الرقبيَّة ما بين 52 و54% من إجمالي طول العمود الفقريّ للزرافي، مُقارنةً بما بين 27 و33% من إجمالي طول العمود الفقريّ عند الحافريَّات الضخمة المُماثلة لها، بما فيها أقرب أقاربها الحيَّة، أي الأكَّأب. يبدأ عُنق الزَّرافة بالتطاول بعد ولادتها، إذ يصعبُ على الأُم أن تلد صغيرها ذو عُنقٍ طويلٍ بأبعادٍ مُتطابقة مع أبعاد أعناق البوالغ. يشرأبُّ رأس وعُنق الزَّرافة عبر عضلاتٍ قويَّة ورِباطٍ قفويّ مُثبَّتة بواسطة فقرات ظهريَّة طويلة تقعُ على خلفيَّة الفقرة الصدريَّة، ممَّا يولدُ سنامًا بسيطًا عندها. تتمتَّعُ فقرات عُنق الزَّرافة بمفاصل كُروانيَّة (شبيهة بالكُرة)، ويسمحُ المفصل القابع بين الفقرة الأطلسيَّة وتلك المحوريَّة، يسمحُ للحيوان بأن يميلُ برأسه عموديًا ليصل إلى الأغصان العلويَّة بواسطة لسانه. تقعُ نُقطة ارتباط الفقرتين الرقبيَّة والصدريَّة بين الفقرتين الصدريتين الأولى والثانية (T1 وT2)، عكسُ مُعظم أنواع المُجترَّات التي تقعُ نقطة ارتباط فقرتيها سالِفتا الذِكر بين الفقرة الرقبيَّة السَّابعة وتلك الصدريَّة الأولى (C7 وT1). وهذا يعني عند بعض العلماء أنَّ الفقرة الرقبيَّة السَّابعة هي التي تُساهم في إطالة عُنق الزَّرافة، وقد اقترح آخرون أنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى ينبغي أن تكون في الواقع فقرةً رقبيَّةً ثامنة، وإنَّ تطوّر الزرافي منحها فقرةً رقبيَّةً زائدة. غير أنَّ جمهور العُلماء يرفضُ هذه النظريَّة، نظرًا لأنَّ الفقرة الصدريَّة الأولى لها خصائص تشكُّليَّة مُختلفة عن خصائص الفقرات الرقبيَّة، فهي تتمتّع بضلعٍ مُمفصل كسائر الفقرات الصدريَّة، ولأنَّ الثدييَّات التي تتمتَّع بعددٍ زائد من الفقرات الرقبيَّة غالبًا ما تُعاني اضطراباتٍ عصبيَّة وعللٍ كثيرة، وهو أمرٌ معدومٌ عند هذه الحيوانات. هُناك نظريَّتان رئيسيَّتان تتعلَّقُ بالأصل التطوُّريّ لعُنق الزَّرافة وبقاء هذه السمة الوراثيَّة سائدة عندها مُنذ ملايين السنين، إحدى هذه النظريَّتان هي «نظريَّة التنافس مع سائر الحيوانات الرَّاعية»، ورائدُها هو تشارلز داروين، وقد بقيت هذه النظريَّة سائدة طيلة زمنٍ طويل، ولم تظهر أيَّة نظريَّة أُخرى تتحداها إلَّا مؤخرًا. وتقترحُ هذه النظريَّة أنَّ التنافس على المرعى بين أسلاف الزَّرافي والحيوانات الرَّاعية الأُخرى الأصغر حجمًا، من شاكلة الظباء كالمُرامري (الكُودُ) وظبي الحجر والإمپالا، جعل الكفَّة تميل إلى أسلاف الزرافي ذوي الأعناق الأطول، إذ أنَّ هذه الحيوانات اضطرَّت تحت ضغط المُنافسة العنيدة أن تتجه للاقتيات على مصادر غذائيَّة نباتيَّة لا تصلها سائر العواشب بسُهولة، فاختارت أوراق الأشجار المُرتفعة. وتظهرُ حسنات وأفضليَّة هذه الخاصيَّة الأحيائيَّة عند الزرافي بوضوحٍ جليّ، إذ لا مُنافس لها حتَّى بين أكبر الظباء، فالمُرامريّ مثلًا، وهو ظبيٌّ ضخمٌ جدًا لا يقدرُ أن يرعى النباتات التي يفوقُ عُلوَّها مترين (6 أقدام و7 إنشات)، بينما الزَّرافة تصلُ إلى الأغصان التي ترتفعُ 4.5 أمتار (15 قدمًا) عن الأرض. وبعضُ الأبحاث تُشيرُ إلى أنَّ التنافس على المرعى على مُستوى الأرض والشُجيرات حادٌ جدًا، وأنَّ الزرافي ترعى بفعاليَّةٍ أكبر في رؤوس الأشجار، فتأكُل كفايتها من الأوراق وتستحصل على ما يلزمها من الغذاء والطَّاقة. ويختلفُ العُلماء في تحديد الوقت الذي تُمضيه الزرافي وهي تقتات في الأعالي مُقارنةً بالوقت الذي تُمضيه العواشب الأُخرى، وفي دراسةٍ من سنة 2010م، تبيَّن أنَّ الزرافي ذات الأعناق الأطول تفوقُ نسبة نُفوقها خلال مواسم الجفاف تلك الخاصَّة بأقرانها الأقصر عُنقًا. وتقترحُ هذه الدراسة تفسيرًا مفاده هو أنَّ العُنق الأطول يتطلَّب المزيد من المُغذيات، الأمر الذي يضع صاحبته في مأزقٍ حرج خلال موسم الجفاف والشُح التي يقلُّ فيها المرعى. أمَّا النظريَّة الأُخرى، فهي «نظريَّة الاصطفاء الجنسي»، وهي تقترحُ بأن تكون الأعناق الطويلة قد تطوَّرت كخاصيَّة جنسيَّة ثانويَّة، لتُعطي الذُكور أفضليَّةً خِلال مُبارزات «العناق» التي تهدف إلى إثبات هيمنتها وحقِّها في التزاوج مع الإناث المُتقبلة. ويقولُ أصحاب هذه النظريَّة أنَّ ما يُبتُ صحَّتها هو أنَّ أعناق الذُكور أطول وأثقل من تلك الخاصَّة بالإناث من نفس الفئة العُمريَّة، ولأنَّ الذُكور لا تلجأ إلى أيِّ شكلٍ آخر من أشكال القتال بين بعضها. غير أنَّ ما تفشل هذه النظريَّة في تفسيره، وهو سببُ انتقادها، هو سببُ امتلاك إناث الزرافي أعناقًا طويلة أيضًا، رُغم أنَّها لا تُقتلُ بعضها لإثبات هيمنتها في سبيل اجتذاب الذُكور. الأنظمة الجسديَّة الداخليَّة رسم لِمسار العصب الحنجري الراجع في الزَّارفة. زرافةٌ تنحني لتشرب. تحولُ شبكةٌ من الشرايين والأوردة دون تدفّق الدماء بشكلٍ زائدٍ إلى الدماغ عندما يُخفضُ الحيوان رأسه. تتميَّزُ الثدييَّات بأنَّ عصبها الحُنجريّ الرَّاجع الأيسر أطول من الأيمن؛ وتتفوَّقُ الزَّرافي على سائر الثدييَّات في هذا، إذ أنَّ عصبها الأيسر سالِف الذِكر يفوقُ الأيمن طولًا بأكثر من 30 سنتيمترًا (12 إنشًا). كما أنَّ كِلا العصبان يفوقان طولًا عصبا جميع أنواع الحيوانات المُعاصرة، إذ أنَّ عصبها الحُنجريّ الرَّاجح الأيسر وحده، يزيدُ طوله عن المترين (6 أقدام و7 إنشات). جميعُ الخلايا العصبيَّة في هذا المسار الحيوي تبدأ من جذع الدماغ وتمرُّ نُزولًا عبر العُنق على طول العصب المُبهم، ثُمَّ تتفرَّع إلى العصب الحُنجريّ الرَّاجع الذي يعود بدوره ليمُرَّ صعودًا عبر العُنق مُجددًا وُصولًا إلى الحُنجرة. بهذا، يصلُ طولُ هذه الخلايا العصبيَّة إلى حوالي 5 أمتار (16 قدمًا) عند أضخم الزرافي. تتماثلُ بُنية دماغ الزَّرافي مع تلك الخاصَّة بدماغ المواشي المُستأنسة، وحجمُ رئتيها ضئيلٌ بالنسبة لكُتلة جسدها نظرًا لتصميم هيكلها العظميّ، وعُنُقها الطويل يُسببُ وُجود فراغٍ هوائيٍّ هائل، رُغم تمتُعها بقصبةٍ هوائيَّةٍ ضيِّقة. تؤدي هذه العوامل مُجتمعةً إلى ارتفاع نسبة مُقاومة تدفّق الهواء إلى رئتيّ هذه الحيوانات، لكن على الرُغم من ذلك، فإنَّها تبقى قادرةً على توصيل حاجتها من الأكسجين إلى أنسجتها الحيويَّة. شكلُ فم الزَّرافة عندما تشرب. جهازُ الدَّوران الخاص بالزرافي مُصممٌ على نحوٍ يتلائمُ مع ارتفاعها الكبير، فقلبها الذي يفوقُ وزنه 11 كيلوگرامًا (25 رطلًا) ويصلُ طولهُ إلى حوالي 60 سنتيمترًا (قدمين)، يُنتج ضعف ضغط الدّم الذي يتطلَّبهُ الجسد البشريّ ليحفظ تدفّق الدماء إلى الدماغ، ونتيجةً لهذا فإنَّ جدار قلب الزَّرافة تبلُغُ سماكته 7.5 سنتيمترات (3.0 إنشات). وقلبُ الزَّرافة كثيرُ النبضات على نحوٍ غير مألوف في الثدييَّات، فهو ينبضُ 150 نبضة في الدقيقة، وفي أعلى عُنُقها شبكةٌ من الشرايين والأوردة تمنعُ تدفّق الدماء بشكلٍ زائدٍ إلى الدماغ عندما يُخفضُ الحيوان رأسه. كذلك، تضُمُّ الأوردة الوداجيَّة عدَّة صمَّامات (عادةً سبعة) للحيلولة دون تدفّق الدماء رجوعًا إلى الرأس من الوريد الأجوف السُفلي والأُذين الأيمن عندما يكون الرأس مُنخفضًا. وعلى النقيض من هذا، فإنَّ الأوعية الدمويَّة في القوائم السُفليَّة تتعرَّضُ لضغطٍ كبيرٍ بسبب وزن السوائل التي تعبُرُ نزولًا إليها، وفي سبيل مُعالجة هذه المُشكلة، فإنَّ الجلد الذي يكسي هذه القوائم سميكٌ ومشدود، للحيلولة دون تدفّق الكثير من الدماء إليها. تتمتَّعُ الزرافي بعضلاتٍ مريئيَّة قويَّة تسمحُ لها بقلس الطعام من معدتها صُعودًا عبر عُنقها ووصولًا إلى فمها لتجترُّه. ومعدةُ هذه الحيوانات رُباعيَّة الحُجُرات كمعدة جميع المُجترَّات، والحُجُرة الأولى منها مُتأقلمة لمُعالجة قوتها المُختص، أي أوراق الأشجار. يصلُ طولُ أمعاءُ الزَّرافة إلى حوالي 80 مترًا (260 قدمًا)، ونسبة أمعائها الدقيقة ضئيلة مُقارنةً بأمعائها الغليظة. الكبد صغيرُ الحجم ومضغوط، والمرارةُ لا يبدو أنَّها تظهر إلَّا خلال طور الأجنَّة، ثُمَّ تختفي قبل الولادة. ا | |||||||||||
![]() |
![]() | #2 | ||||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]()
يعطيك الف عافيه النهاية. موضوع وافر بالمعلومات عن هذا المخلوق . لاعدمناك. | ||||||||||||||||
![]() ![]() |
![]() | #3 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() نفسي اذوق طعهما نحنا اولى من الكلاب والأسود والحيوانات الأخرى | |||||||||
![]() |
![]() | #4 | |||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]()
معلومة وافية عن زرافة شكر وتقدير لك
| |||||||||
![]() |
![]() | #5 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]()
| ![]()
معلومات مفيدة يعطيك العافية | ||||||||||||
![]() |
![]() | #6 | |||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]()
شكرا لكم اخواني واخواتي على مشاركتكم والمرور تحياتي لكم
| |||||||||||
![]() |
إضافة رد |
| |
![]() | أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||