العفو عند المقدرة - بقلمي

القصة كما يرويها صاحبها لي واحب اسردها لكم بطريقتي:

في عطلة صيفية كنا نحن فتيان الحارة نجتمع مع بعض
في ساحة امام الحارة نلعب كرة القدم. باقدام حافية
وملابسنا البالية حيث اغلبنا فقراء ما عنده ملابس خاصة
بالرياضة ولحسن الحظ ارضية الملعب تراب متناثر لو سقط
احدهم يكون اصابته خفيفة. مرات نتشاجر ونزعل وننهي
المباراة ومرات نفرح جميعنا.

في احدى عصريات يوم خريفي كنت جالساً اشاهد اللعب
وانتظر واحد يتعب ويطلع وادخل بداله او واحد يناديه ابوه
فيضطر يطلع وادخل مكانه !!
فعلاً طلع واحد وناداني "ادخل مكاني العب مدافع"دخلت
ولعبت في مكانه، بعد ربع ساعة اوقفت هجمة مرتدة واذا
بالمهاجم يضرب قدامي بحذائه وسقط على وجهي. طبعاً
مباراة مافيها حكم شلون تكون تخييل !! ما ان قمت لاعاتبه
واذا باخيه يضربني برجله ضربة على كتفي وسقطت مرة
اخرى على وجهي. الجماعة ابعدوا الاخوين عني واحدهم
جاء ورفعني.. انا ما سويت شيء ما كان عندي ردة فعل
لانني الوحيد بينهم وماعندي اقارب وسند. صحيح العب
معاهم ولكن كانت تطبق شريعة الغاب القوي يضرب الضعيف
هما رأوا ردة فعلي ما سويت حتى ما توقف اللعب واذا بهما
يسبوني ويشتموني حينها انا رديت عليهما فهاجموا علي مرة
اخرى وانا ادافع عن نفسي واذا باخيه يضرب بحجر كبير
على ظهري وسقطت من شدة الالم وبدل ما احد يساندني
قال صاحب الكرة "انت يلا اطلع برا لا تلعب معانا" وخرجت
وبالكاد امشي. وصلت البيت امي راتني وعرفت من مشيتي
انني تأذيت من احدهم قالت "ماذا بك يا ولدي" قلت لا شيء
قالت "ألم انهك عن اللعب مع هؤلاء!! لان الذين يستفزون لعب
ويشاجرون ويسوون عراك كانوا اولاد اغنياء ولا طاقة لنا بهم ..
وفي الليل جاء ابي و وبخني ايضاً.
لم استطع النوم في تلك الليلة من الام وانا افكر كيف انتقم
من هولاء وبكيت بصمت وانا افكر تخييل تكون مظلوم خارج
ولا احد يستطيع مساعدتك كيف ستكون نفسيتك وانت ابن
14 خريفاً …
فتحت المدارس بعد اسبوعين من تلك الواقعة وانا اهتمت بواجبي
ولم العب بعد ذلك مع تلك الشلة وكنت اشاهدهم عن بعد وانا
ادرس. في المدرسة سمعت بعضاً من زملاء يتكلمون بعضهم عن
افتتاح نادي دورة للالعاب فنون قتالية في مدينتنا الصغيرة وان
باب مفتوح للجميع وباشتراك شهري .. هذه فكرة جميلة راودتني
ولكن من اين اجيب مبلغ اشتراك وانا بالكاد استطيع شراء قميص
للمدرسة "تباً للفقر كم تذل الامنيات"،..
ولحسن حظي كانت التدريبات بعد المغرب الى ساعة 11 ليلاً
بمعدل 3 ساعات ونصف.. كنت احضر مشاهدة تدريبات
وحركاتهم تعجبني .. في احدى المرات لمح المدرب حضوري
وانا اشاهدهم من خلف نافذة الصالة الرياضية الكبيرة …
ناداني " كيف حالك ؟ " رديت "انا بخير شكرا لك"!!!
ما اسمك : " عبد الله " …
"لماذا لا تنضم الينا في التدريب ؟ انا اشاهدك وانت تبقى
كل وقت تمرين تشاهد اللاعبين" ..
قلت له طبعاً اريد ان انضم اليكم ولكن بسبب ظروف لا استطيع
قال لا تهتم لمسألة مبلغ اشتراك..ادفعه في نهاية الشهر!!
طبعا انا فرحت كثيراً ودخلت النادي في تلك السنة..
ورغم رفض الاهل الفكرة الا ان اخي ساعدني في اقناع اهلي
واستمريت في تدريب ومرت سنة وسنتين وثلاث سنوات ووصلت
الى ثانوية العامة ومعي حزام البني وهو من مراتب المتقدمة
في فنون القتالية بالاضافة انني تعلمت فن قتال شوارع ايضا
وهي مهارة اخرى تضاف الى مهاراتي..
طبعاً لكون مدينة صغيرة كل فتيان الحارة علموا بأمري وانني
اصبحت لاعب نادي للفنون القتالية وان هولاء اللاعبين يتجنب
المشاغبون الاقتراب منهم..
وفي يوم من ايام وقفت في طريق شاب الذي ضربني قبل سنوات
بسبب لعب كرة القدم .. طبعا لا استطيع كيف اصبح شكله لما
رأني. قلت له اتتذكر ما فعلت في يوم كذا وكذا انت واخوك ؟؟
قال سامحني انا غلطت !! تفضل هذا راسي كسره !!
امسكت بملابسه من عنقه وقلت له دافع عن نفسك انا لا احب
اضرب واحد يقف حايراً .. كررت كلامي واذا به استسلم ولم
يقدم على خطوة …
تركته وقلت له انا مسامحتك حتى وان قاتلت استطيع تكسيرك
الان ولكن اذهب فلم اعد افكر بالانتقام منك ولكن اعلم انني
الان اقدر على تكسيرك رغم انك اكبر مني سناً وجسماً …
وبعدها كلما كان يراني يغير طريقه هو واخوه …انتهى

الشاهد من القصة انها واقعية وقد رايت اشخاص القصة كلهم
والحكمة من هذه القصة ان الايام دوّل وان ظلمت احداً سياتي
يوم وتتمنى انك لم تظلمه …

سرد القصة من شخص اخر وتدوينه صعب نوعاً بسبب وجود
تقديم وتاخير في كلام الراوي في حين على الكاتب ترتيب
السرد حتى تظهر بشكل سلس وملائم للقارئ . وعليه اعتذر
للقراء عن اي خلل فني في سرد القصة..




كتبتها في 5 من اكتوبر 2024

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام عابره

	القصة رائعة وسردها ممتع وراويها راقي الف شكر لك ابا نويره الجميل في القصة انها واقعية رتبتها وقائع استمرت سنوات وليس قصة رتبها كاتب من بنات افكاره لك ودي واحترمي

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تراب الحياة

	صدقت العفو عند المقدرة يعطيك العافية عالقصة الجميلة