منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-19-24, 11:33 AM   #1
سيدهم

الصورة الرمزية سيدهم
سيد الكلل

آخر زيارة »  06-20-24 (07:16 PM)
المكان »  مصر ام الدنيا
الهوايه »  المطالعة والشعر

 الأوسمة و جوائز

Icon N21 أسئلة إبسن.. الواقعية إسلوب مسرحي






كان الكاتب المسرحي هنريك إبسن (1828 – 1906) أكثر من رائد في المسرح الحديث، إذ كان يحمل مشعلاً لكل أولئك الذين يكافحون من أجل الحرية.
فالكاتب النرويجي، الذي أبدع مجموعة من المسرحيات يمكن أن تزعم، بحق، بأنها بشرت بالمسرح الحديث، مازال يواصل تنويره الفكري والجمالي، ومازالت مسرحياته تواصل ممارستها التأثير الاجتماعي العميق منذ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا. وقد شهد المسرح العراقي (والعربي) على مدى عقود من الزمن عروضاً لبعض من مسرحيات إبسن، سواء كان ذلك للجمهور، أو في إطار الطلاب من دارسي المسرح.
رائد الحداثة
وحسبنا، في هذا الكتاب، أن نسعى الى إضاءة أسئلة إبسن، وموقعه كرائد للحداثة في المسرح، ومنهجه الجمالي، وواقعيته، ومواقفه النقدية للبنية الاجتماعية، ونظرته الى الحرية، وكشفه لاضطهاد النساء وندائه لتحريرهن. ومن الطبيعي أن مقاربتنا النقدية ستضيء هذه الموضوعات عبر تحليل عدد من مسرحياته وشخصياته النسائية المميزة، لنستخلص، في خاتمة كتابنا أن إبسن مازال معاصرنا. تذكر الناقدة النرويجية توريل موي في كتابها الهام (هنريك إبسن وميلاد الحداثة) أنه في أيلول 1887، وفي منتصف الطريق بين مسرحيتي (روزمرشولم) - 1886 و(حورية البحر) - 1888، قدم إبسن خطابا وجيزا في عشاء بستوكهولم:
«قيل أنني، أيضا، أسهمت في خلق عصر جديد في العالم. أعتقد، على النقيض من ذلك، أنه من المعقول أن نحدد العصر الذي نجد، الآن، أنفسنا فيه كنهاية يوشك أن يولد منها شيء جديد. والحق أنني أعتقد أن النظرية العلمية للنشوء فعالة، أيضا، في ما يتعلق بالعناصر الروحية للحياة.
قال أحدهم، في مناسبات مختلفة، عني بأنني متشائم. وهكذا أنا بقدر تعلق الأمر بأنني لا أؤمن بأبدية المثل الانسانية. لكنني متفائل، أيضا، بقدر ما أعتقد، برسوخ، بأن المثل قادرة على إعادة الانتاج والارتقاء.
ومن ناحيتي سأكون مقتنعا بثمار عمل حياتي، إذا كان هذا العمل يؤدي الى أفق الغد».
وإبسن هو محطم القديم، ومؤمن متحمس بالجديد، وهذا هو الموقف الحداثي جوهريا. وفي رسالة كتبها الى الكاتب والناقد الأدبي الدنماركي جورج برانديس حول الحرب الفرنسية – البروسية «يبدو إبسن مسرورا بشأن تحطم النظم القديمة والمثل القديمة. فهي، شأن الديناصورات، محكوم عليها بالانقراض، وهذا سبب للبهجة وليس للحزن. فما يهم إبسن هو ميلاد الجديد، الذي يقارنه، بوضوح، بيوتوبيا الامبراطورية الثالثة، في مسرحيته (الامبراطور والجليلي)، ولكن الذي يمتنع أيضا، كالعادة، عن تحديده على نحو دقيق. غير أنه أيّا كان الجديد فانه سيحتوي على شروط سعادة الانسانية».ومن ناحية أخرى يهدف تحليل موي النظري الى زعزعة الاعتقاد بأن هناك تعارضا بين الواقعية والحداثة. وتقول إنه «من الناحية الشكلية يبدو هذا سهلا: فاذا أُخذت الواقعية بمعنى «تجسيد الواقع»، فان جيمس جويس، بالتالي، ليس أقل واقعية من بلزاك. إن الصيغة التاريخية لهذا الاعتقادهي فكرة أن الواقعية تسبق الحداثة».لقد أثارت مسرحية إبسن المميزة (بيت الدمية) ضجة عند ظهورها الاسكندنافي عام 1879. ففيها، وفي المسرحية التي تلتها (الأشباح) - 1892 سلط إبسن الأضواء على المواقف التي تركها المجتمع المنافق من دون بحث أو تساؤل. وجسدت تصورات بطلات مسرحياته حول المجتمع ووضعهن فيه وضوحا مايزال دراماتيكيا على نحو مذهل.
إن مواصلة مسارح العالم تقديم مسرحيات إبسن حتى أيامنا الحالية، حيث نوشك أن ننهي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، هي أسطع دليل على أن إبسن يحتل المكانة الأعظم بعد شكسبير. فواقعية مسرحياته – مشهد غرفة الضيوف الخانق في (بيت الدمية) و(الأشباح) و(هيدا غابلر) – والحداثة الأكثر تجسدا لمسرحياته الأخيرة مثل (جون غابرييل بوركمان) و(عندما نستيقظ نحن الموتى) تواصل جاذبيتها لجمهور المسرح في القرن الحادي والعشرين، المعتاد على النزعة الطبيعية والتجريب الحداثي. وليس غريبا أن نشهد تأثر الجمهور في أيامنا الحالية بالحوار الأخير بين نورا وتورفالد هيلمر في مسرحية (بيت الدمية)، وهي من أفضل مسرحيات إبسن.
وأسس إبسن، أكثر من أي كاتب مسرحي آخر، الواقعية كأسلوب حي في المسرح. وكانت الواقعية بالنسبة لإبسن أسلوبا مسرحيا، وموقفا فلسفيا. فنحن نجد الواقعية فاعلة في حوار إبسن ومشاهده وخلقه للشخصيات، وكذلك في نقد مسرحياته العميق للمثل البرجوازية. ولم يكن إبسن أول كاتب مسرحي واقعي، لكنه يبقى الأكثر تأثيرا بين من مارسوا هذا المنهج. وهذا الإرث مثير للمفارقة بمعنى ما إذا أخذنا بالحسبان السوريالية التي نجد تجلياتها عبر الوجه الواقعي لمسرحياته. ومع ذلك فان شرارة الادراك التي تواصل مسرحياته إشعالها تحمل دلالة على فعالية الواقعية وتأثيراتها على الجمهور.
وإذا كانت صورة بعض النقاد والدارسين لإبسن بأنه صعب الفهم، واعظ فلسفي وحكيم معقد، وأن مسرحياته مفعمة بالقلق العميق، تتجلى مشاهدها في غرف شمالية خانقة، وشخصيات مثيرة للجدل وعصية على التفسير، فهناك، في رأي نقاد آخرين، يركن لأفكارهم العميقة، إبسن آخر. وهذا هو إبسن الذي كان راديكاليا سياسيا، واصل مراسلاته، على مدى عقد من الزمان، مع واحدة من أبرز نسويات أوروبا، وجرى تبجيله كبطل لحركة حق الاقتراع، وكاتب كانت مسرحياته قد اعتبرت لاأخلاقية بحيث أن عددا منها منع خلال حياته. وهو النرويجي الذي كافح ليحظى بقبول في البلد الذي ولد فيه، وعاش معظم حياته في المنفى. وهو زوج محترم وأب قضى اربعين عاما يحاول الهروب مما هو قاتم في ماضيه. وكلما اقترب المرء من النظر الى إبسن، في الواقع، أصبح أكثر غرابة وسحرا. وخلف كل ذلك الديباج يختفي ما هو أكثر خطرا وإثارة للانتباه. وكان هناك حدثان غيّرا حياة وعمل إبسن الى الأبد. الأول لقاؤه مع زوجة المستقبل، المرأة ذات الارادة القوية والمؤثرة، سوزانا داي ثوريسين، التي كانت زوجة أبيها، ماجدولين، منارة بارزة في أوساط مثقفي بيرغن، وصنعت لنفسها إسما، على نحو مدهش في ذلك الوقت، كشاعرة وكاتبة مسرحية.وسوزان نفسها كانت ذكية جدا وقارئة نهمة. وقد اجتذبها إبسن، فيما افتتن هو بالعوالم التي فتحتها له. فعبرها أصبح على صلة بكاميلا كوليت، التي كانت، أيضا، مؤسسة الحركة النسوية في النرويج، وكانت، كذلك، رائدة الرواية الواقعية النرويجية. وأصبحت كوليت صديقة مقربة، وترك تفكيرها الحارق حول حقوق النساء علامته على مسرحيات إبسن بطرق لا تحصى. أما سوزانا فقد ظلت ناقدة إبسن العميقة، وكذلك المدافعة الجريئة عنه. وكانت نقطة التحول الأخرى ذات أهمية عظيمة، رحلة قصيرة قام بها إبسن الى ألمانيا والدنمارك عام 1852، سمحت له برؤية بعض المسارح البارزة في أوروبا، ومشاهدة شكسبير على المسرح لأول مرة، فضلا عن مختارات مدهشة من الدراما الطليعية. وغمرت السعادة الكاتب المسرحي البالغ 24 عاما لمعرفته كيف كانت الحياة تجري خارج النرويج، ومنحه ذلك الرغبة في معرفة المزيد عن العالم. لقد تنبأت مسرحيات إبسن، التي اتسمت بغنى الموضوعات وجمالية الخصائص الفنية، بالتطورات الكبرى في القرنين العشرين والحادي والعشرين. فصورت مشاعر اغتراب الفرد عن المجتمع، والأغلال التي تكبل فرديته. وكشف إبسن عن ضغوط الحياة الحديثة بتصويره الصراعات الداخلية التي تحبط المرء وتؤدي الى تدميره.
ومن بين القيم الأساسية لدى إبسن قيمة الحرية، التي كان يعتقد أنها ضرورية للانجاز الذاتي. ويميز إبسن، على نحو خاص، التناقضات بين القابلية والرغبة، والارادة والظروف، وامتزاج تراجيديا وكوميديا البشر والفرد.
ويهمنا هنا أن نشير، بايجاز، من بين الأشكال الثلاثة من الإبسنية المبكرة باعتبارها تمثل المواقف النقدية منذ سبعينيات القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى، الى موقف إليانور ماركس.فقد عرفت إليانور ماركس، على أفضل نحو، باعتبارها واحدة من المترجمين الأوائل لمسرحيات إبسن (عدو الشعب، وحورية البحر). ولكن أهميتها بالنسبة لتاريخ النقد هي، نوعاً ما، أهمية نصيرة لمسرح إبسن خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر، عندما كان الحماس الروحي للاشتراكية البريطانية يسمع صدى آيديولوجيتها في مسرح الطليعة الأوروبي. ومن الجلي أن (بيت الدمية) قدمت دليلاً معززاً لمواقفها السياسية.
تحليلا نقديا
ويعتبر تفسير إليانور ماركس لمسرحية (بيت الدمية) واحداً من التحليلات النقدية الماركسية المبكرة لإبسن باعتباره رسول التغيير في نظام برجوازي متفجر. ولابد أنه يؤدي هنا دور نموذج لحجة نقدية، وإن كانت غير معصومة، سائدة في أوروبا ما بعد الحرب، ولكنها لم تتابَع بشكل نشيط في النقد الانجليزي. ولكونها أكثر ارتباطاً بالمقاربات المعاصرة تعتبر إليانور ماركس الأولى من بين ناقدات إبسن النسويات، وسلفاً لحركة كسبت قوة في سبعينات القرن الماضي من خلال صورة الكاتبة والنسوية البريطانية البارزة كيت مليت عن نورا باعتبارها انبعاثاً حقيقياً للثورة من أجل تحرير النساء. ولكن على خلاف النسويات البرجوازيات اللواتي يجادلن بأن مأزق نورا قد يمكن حله عبر المساواة في الجنس حيث النساء سيحققن المساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الرجال، وعلى خلاف النسويات الأكثر راديكالية اللواتي يربطن المشكلة بالصراع الأبدي بين قوى الرجال والنساء، أكدت نسوية إليانور ماركس الاشتراكية على أن الصراع يستند بالأساس الى الطبقة وليس الجندر، وأن مصالح الطوائف يجب أن تحل نفسها في العمل الثوري الأكبر. إنها حجة تبقى بقوة أكبر في عمل النسويات الاشتراكيات المعاصرات.وكان الاشتراكيون الأوائل متحمسين لإبسن. وكان تأثيره على ذلك الجيل من الكتاب عميقاً، ولكن لديه الكثير لقوله للناس الذين يرتابون في المجتمع اليوم. فبعد ازدهار حركة تحرير النساء أواخر ستينات القرن الماضي أدى تماثل إبسن مع النساء المضطهدات الى اهتمام متجدد. فقد ظهرت نسختان من فيلم (بيت الدمية) في أوائل السبعينيات. وكان أحدهما من بطولة جين فوندا، التي أبدعت في أداء دور المتمردة نورا في النهاية، ولكنها لم تكن مقنعة في الواقع في أدائها دور نورا المضطهدة في معظم فصول المسرحية.
نسخ كثيرة
وقد شاهد الناس في مختلف أنحاء العالم نسخاً كثيرة من مسرحيات إبسن على المسرح، أدتها ممثلات هن أنفسهن مجسدات تجربة مسرحية عظيمة. ولكن بالنسبة لنا فإن المأثرة العظمى تتمثل في أن إبسن، على الرغم من كونه رجلاً، يعبر عن غضب النساء عبر الأجيال. ولعل الرجل المسرحي الآخر الذي فعل هذا هو برتولد بريخت. وبالتالي فان إبسن وبريخت يظهران مآسي الرأسمالية عبر إضاءة الظلم الذي تسببه للنساء، وبالتالي يساعداننا في فهم العالم من أجل تغييره.
ولعل مما له دلالة، في هذا السياق، أن نضيء موقف غرامشي والعرض النقدي الذي قدمه لمسرحية (بيت الدمية) في آذار 1917 إذ قال إنه «لكي تكون الدراما حقيقية وليس مجرد ألوان قوس قزح متغيرة لا مبرر لها، ينبغي أن يكون لها محتوى اخلاقي، وأن تجسد صراعا لابد منه بين عالمين داخليين، مفهومين للواقع، ووجودين أخلاقيين. وبقدر ما يكون الصدام حتميا، فان الدراما سرعان ما تهيمن على عقول المشاهدين الذين يستعيدونها، في كليتها، من دوافعها الأولية الى تلك الدوافع التاريخية. وباستعادة العالم الداخلي للدراما فانهم يختبرون قيمتها الجمالية: الشكل الفني الذي منح الحياة الملموسة لذلك العالم».


 


رد مع اقتباس
قديم 06-19-24, 03:29 PM   #2
نجمة الليل

الصورة الرمزية نجمة الليل
الوفاء طبعي

آخر زيارة »  اليوم (04:37 AM)
الهوايه »  القراءة ... السفر .. تفسير الاحلام
اللهم هب لنا من القدار اجملها 🕊

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



معلومات جميله
يعطيك العافيه


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


 
نبرأ أنفسنا من أي صور نسائية أو مقاطع موسيقيه تُنشر في المنتدى بدون أخذ إذن مسبق - الإدارة

الساعة الآن 04:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا