حكـايا ◦● 🦋

البشرية حين تشاهدها من بعيد فيمتلئ عليك قلبك بالرحمة و الإشفاق و تود لو فديت الإنسانية جمعاء، لكنك حين تقترب منها كفاية يملؤك السخط، ثم تقترب كثيرًا من آحاد الناس - إذا كتب الله لك رزقًا عظيمًا - فتذوق المحبة و تعرفها .
هذا تمامًا هو تلخيص مشاعري تجاه الخلق.

عندي كلام كثير يُقال عما يمكن أن يوصم به صاحب الرأي الصائب المختلف في هذا الزمن الردئ إذا أعلنه .. خاصةً إن كانت امرأة أو مستضعفًا في وسط مجموعٍ مُهيمنٍ هشٍ في نفسه - لا تنقصه السيطرة قدر ما تنقصه الفضيلة -، كلامٌ كثير عن الخسارات الفادحة المُحتملة في مقابل أن يحتفظ امرؤٌ بولائه لقيمه و التصريح بها، حتى يكاد يتشكك المرء في معياره الأخلاقي و في أصابع يده.. كلامٌ كثير عن قدرة المجموع الفاسد إلحاق الضرر بآحاد الصادحين باختلافهم ، و عن قدرة الصوت العالي الفاسد تعكير الحقيقة إذا ما خاف أصحابها .. ثم أذكر قول سيد الخلق و أشجع الناس :
" ألا لا يَمنَعَنَّ أحدَكم رَهْبةُ الناسِ أن يقول بحقٍّ إذا رآه أو شهده
فإنه لا يُقرِّبُ من أجلٍ، ولا يُباعِدُ من رزقٍ أن يقولَ بحَقٍّ أو يُذكِّرَ بعَظيم".
حديث صحيح رواه أبو سعيد الخدري و أخرجه الترمذيّ.
و رهبة الناس أي مخافتهم أو الحياء منهم أو خشية أن ينكروا عليه أو يُعادوه.. أذكر قوله النبيل هذا فتسكن روحي و تهدأ.

«صورة الدراجة بتاعتي »
الصورة دي من أسبوعين، وكنت هربان وخايف

علينا أن نودع بعضنا باستمرار، أن نتبادل الوداع كل حين، بكثير من الصمت، والحنو، والنظرات الطويلة إلى الأبواب، أن نألف الوداعات، كما نألف أسرّة نومنا
كل من يخرج ويغلق الباب، قد لا يعود
كل من يذهب إلى مخبز في الصباح الباكر، مبتهجاً بيومٍ جديد، قد لا يعود إلى قهوته التي ستفيض على النار
كل من يذهب إلى المطبخ، في عمق الليل، فقط ليشرب، قد لا يعود أبداً إلى أحلامه
كل من ينام بعد أن يقول لنا: تصبحون على خير، قد لا يستيقظ أبداً
كثيرون خرجوا مبتسمين، ولم يعودوا في المساء، ولا في أي مساء
كثيرون انعكسوا في صفاء دموعنا وهم يبتعدون دون التفات
عادت الفصول في أوانها، عادت الطيور من الهجرات، أزهر الأصيص عند النافذة، ولم يعودوا

المشاركة رقم: 1000
والصفحة رقم : 100 دوّنتها لمحبي الأرقام المميزة واللحظات الجميلة..

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ