الموضوع: هدوء الليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-15, 10:32 PM   #2787
إحساس العالم

الصورة الرمزية إحساس العالم
The silence of the evening

آخر زيارة »  11-14-22 (08:12 PM)
المكان »  السعودية
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي " القرية "



" القرية "

( الفصل الأول )

تلك المساحة الصغيرة التي تزينها بيوت قديمة وبعض المزارع
قلة البيوت وتقاربها من بعضها جعلت من سكان تلك القرية متشابهون بشكل كبير في طريقة العيش ومحدودية طرق كسب العيش ما بين فلاحين يهتمون بالزراعة وتربية المواشي وهذه من أكثر الأعمال التي تنتشر في القرى الصغيرة بشكل عام رغم شح المياه أحياناً ، لكن هناك طرق يعمد لها المزارعون لحفظ الماء في مواسم هطول الأمطار تعينهم وتساعدهم على توفير كم لابأس به من المياه لأطول فترة ممكنة ، بالإضافة لحفر الآبار وفي بعض الحالات يكون الاعتماد على المياه عن طريق سيارات تأتي بالماء من المدينة التي توجد بها وفرة مياه أكثر من القرية ، وأيضاً هناك مهن يقوم بها النساء وتكون تلك المهن يدوية والتي غالباً يهتم بها النساء أكثر منه عند الرجال تلك الأعمال اليدوية كأدوات الزينة للعروس وبعض الأعمال البسيطة توضع في البيوت لتعطي جمالاً للبيت ، وتلك الأعمال تعتمد على الجهد والفن وفي بعض الأعمال يكون الاعتماد الأكبر على الرسم ، وحياكة الملابس وغير ذلك من الاعمال ، أحياناً تكون تلك الأعمال لطلب الرزق وهذا أمر يجعل العاملات في هذا المجال يعتمدن على أنفسهن لتوفير احتياجاتهن ومتطلبات الحياة التي لا شك بأنها شاقة جداً ،
وأحياناً تكون فقط مجرد هواية وتكون للتسلية أكثر منها للبحث عن المال ، فهذه القرية البالغ سكانها ( 15000) نسمة وعدد البيوت بها لا يتجاوز 3000 بيتاً بمعدل 5 أشخاص تقريباً في كل بيت تجمعهم بساطتهم وكأنهم أسرة واحدة ، تلك القرية البسيطة في كل شيء وأهلها كذلك المتمسكون بالتقاليد والعادات منذ زمن طويل ، أحد بيوت تلك القرية الذي يعتبر من أقدم البيوت
فيها بنيانه من طين ، وسقفه من عسف النخيل وبعض الأخشاب بيت بسيط جداً يوجد به 4 غرف
غرفة الضيوف الخاصة بالرجال ومساحتها لا تتجاوز 4 أمتار في 4 مثلها وزينت تلك الغرفة ببعض الأعمال اليدوية البسيطة التي قامتا بعملهما فاتن وأختها ساره بنات العم / يوسف
وصالة صغيرة وغرفتي نوم للزوجين وغرفة للابناء وأخرى للبنات ، صاحب المنزل / العم يوسف يبلغ من العمر 64 عاماً ، وزوجته عائشة تبلغ من العمر 57 عاماً ، أكبر ابناءهم / صالح ويبلغ من العمر 37 عاماً وأحمد الذي يبلغ من العمر 29 أما فاتن عمرها 33 عاماً ، وساره لم يتجاوز عمرها أربع وعشرون عاماً ، العم / يوسف اعتاد الخروج بعد صلاة الفجر إلى مزرعته سيراً على الأقدام فالمزرعة تبعد عن المنزل تقريباً 20 دقيقة وكان العم يوسف نشيط الجسد قوي البنيه رغم كبر
سنه فقد اعتاد جسده على العمل بشكل يومي منذ كان شاباً ، وكذلك الطعام الصحي له دور
كبير في حفاظه على نشاطه ولو بشكل أقل قليلاً مما كان عليه شاباً بلا شك ، رغم قصر المسافة إلا أن الطريق للمزرعة ليس ممهداً بشكل يسمح السير فيه بسهولة ، لكن مع العم
يوسف الطريق رفيقه منذ سنوات ويعلم كيف يصل لمزرعته عبر الطريق المختصر ، وعن طريق المكان الأقل صعوبة ، عند وصول العم يوسف لمزرعته يبدأ في فتح الماء على الأشجار ، عبر
طريق ممهد يسمى الجدول ليتم عبر ذلك الجدول تحرك المياه بكل سهولة نحو الأشجار
ومن يثم يتجه لإطعام المواشي والحيوانات الأخرى ، ويقوم بحصد بعض الخضراوات ، والفواكه
ليذهب بها عند الساعة الحادية عشر ظهراً للسوق ليبيع المحصول ، ومن ثم يعود لمزرعته
مرة أخرى ليغلق الماء ويصلي الظهر في مزرعته ويغلق المزرعة ويتجه بعد ذلك للبيت لتناول الغداء
ومن ثم ينام قليلاً إلى أن يؤذن العصر ، وزوجته تكون في البيت دائماً منشغلة بأعمال الحياكة
فهي مبدعة في هذا المجال منذ صغرها وقد تعلمن منها فاتن وساره تلك المهنة الجميلة
وتميزت ساره بالرسم وكانت فاتن متميزة بفن الخط وكانتا يكملان بعضهما في أعمالهما اليدوية
التي كنّ يستمتعن في ممارستها أثناء وقت فراغهن ، أما / صالح فقد كان شاباً قد تعرض لحادث سير عند تخرجه من الثانوية تسبب بإعاقته عن المشي ولكنه رغم ذلك كان الأكثر ذكاءاً في هذه الأسرة في الرياضيات والأمور الخاصة بالاقتصاد فقد كان يتعلم عن طريق الانترنت الأمور الخاصة بالاقتصاد ونحو ذلك ، أما أحمد فهو معلم للصفوف الدنيا في مدرسة القرية الابتدائية مجتهداً ومبدعاً في عمله لكن يغلب عليه طابع العناد والمزاجية أحياناً التي كثيراً ما تسبب له ولأسرته المشاكل في البيت ، الأمر الذي يتعب والده ووالدته كثيراً وهذا مما جعل من الزوجة / عائشة تعاني من السكر والضغط لكثرة إنشغالها وخوفها على ابنها أحمد كثيراً لعلمها بتلك المشاكل
التي تكثر في هذا الزمان بالذات ، وكانت دائماً تنصحه بأن يهتم بنفسه وأن يكون أكثر هدوءا في التعامل مع الناس ليعيش سعيداً وتهدأ هي ويهدأ الجميع من ذلك الأمر .
فاتن وأختها ساره .


 

رد مع اقتباس