09-23-15, 04:30 PM
|
#81 |
| وانتهى من فنجان القهوة الأخير وما كاد ينهض من مكانه حتى سمع صوتا شابا يقول لف في مرح: " هالو بول... يا لها من مفاجأة ! هل تسمح لي بالجلوس؟". صاح قائلا وهو يقف: " ساندرا!". والواقع أن رؤية ساندرا أخت كارن أدهشه , وفكر, لا بد أن شيئا من مشاعره يبدو على وجهه بعد تأملاته العميقة. لم تكن ساندرا ستاسي تشبه أختها كارن الا قليلا , كانت أقصر بكثير , وبدينة نوعا ما ولا تهتم بالموضة , وكان شعرها الأشقر الطويل ينسدل على جانبي وجهها البيضاوي , ولكنه لم يكن مصففا بعناية مثل شعر كارن. قال بول بلهجة مهذبة: " كنت على وشك الأنصراف , لم أكن أعلم أنك تترددين على هذا المكان". والواقع أن المطعم كان مكانا غاليا بالنسبة لها, أجابت وهي تبتسم في ثقة: "أنني لا آتي الى هنا عادة... ولكنني أعمل في محل قريب لتصفيف الشعر كما تعلم, وقد وعدني سيمون بتناول الغداء معا , الأفضل أن تعلم لأنه قد يأتي في أية لحظة". وفكر بول في أن هذا غير محتمل في الظروف الراهنة, ولكنه لم يرد , لم يكن في نيته أن يخبرها بأنباء سيمون السيئة لأنها ستعرف بنفسها قريبا. سألها ببطء: " هل أستطيع أن أطلب لك شيئا؟". " كلا, شكرا, سوف أنتظر, كيف حالك؟ لم نرك أنا وأمي منذ فترة طويلة, لقد تركتنا تماما...". هز بول كتفيه وقال وهو يقدم لها سيكارة: " نعم, أنها الحياة ومشاغلها". " لقد خطبت أخيرا , أليس كذلك؟ قرأتالنبأ في الجريدة أن رئيسي يحضرها كما تعلم". ابتسم بول ونهض واقفا ... لم يكن مستعدا للحديث, فقال معتذرا: " يجب أن أذهب". " وهو كذلك يا بول... أنني أفهم موقفك , أن سيمون أيضا رجل مشغول جدا , ودائما يسرع عائدا الى المكتب , أخبرني يا بول... هل تعترض على علاقتنا؟". " أنك أصغر منه بكثير يا ساندرا ... وبالأضافة الى ذلك فأن سيمون رجل متزوج , ألا تهتمين بزوجته جوليا؟". قالت ساندرا بصراحة صبيانية : " أنك تعرف أي نوع من النساء هي... أن سيمون سيرعاني في أية حال مهما حدث". قال بول: " أشك في هذا , حتى ولو كان ملاكا متنكرا , فأنه لا يزال رجلا متزوجا , يجب أن تحترسي أن سيمون ليس من طراز الرجل المخلص المستقيم". وارتدى بول معطفه, لقد بدت ساندرا هائمة في حب سيمون لدرجة أنها لا تعتم بسلوكه أو شخصيته , أجابت: " ولكنه كان صغيرا جدا عندما تزوج , وهو لا يكبرني الا بثلاثة عشر عاما فقط , أن كارن تصغرك بأثنتي عشر عاما". أجاب بول ببرود: " كانت كارن أكبر منك بكثير وهي في الثامنة عشرة, آسف يا ساندرا ولكنها الحقيقة". صاحت ساندرا بغضب: " أنني أضيق من سماع هذا ... كيف يمكن أن تكون كارن كذلك؟ ". هز بول كتفيه , كيف يمكن أن يشرح لها أن كارن ولدت أكبر منها؟". ألقى نظرة على ساعته وقال: " يجب أن أذهب , الى اللقاء". ضحكت ساندرا في مرح قائلة: "ألى اللقاء يا بول, سوف أبعث لكارن بحبك! ولكن بول ابتسم ابتسامة باهتة وأنصرف.
|
| |