الموضوع: هدوء الليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-14, 03:57 PM   #1884
إحساس العالم

الصورة الرمزية إحساس العالم
The silence of the evening

آخر زيارة »  11-14-22 (08:12 PM)
المكان »  السعودية
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيـن لـذّ النـوم شيئـاً أو كمـا هجـم الصبـح هجـوم الحـرس
غـارت الشهـب بنـا أو ربمـا أثـرت فينـا عيـون النـرجـس

استيقظت فجراً لتجهيز القهوة العربية وطلبت عبر الهاتف قليلاً من التمر فما لبثت دقائق إلا واسمع رنين جرس الشقة
وتم إحضار التمر وعندما انتهيت من تحضير قهوتي تناولت 3 تمرات مع قهوتي اللذيذة تعدل المزاج وبدأت بالتفكير
إلى أين أذهب الآن ، فقررت الخروج من الفندق لأتمشى قليلاً فالأجواء كانت هادئة جداً سلكت طريقاً بجوار الشارع
الذي يوجد به الفندق ولم يكن السير سريعاً بل كنت أسير بخطوات هادئة كان الضباب يكاد يغطي المدينة ضباب
مع نسمات هواء عليلة الكل من حولي يسير دون توقف فمنهم من يتجه للعمل ومنهم من يذهب للمدرسة
ومنهم من يمارس رياضة الجري وأصحاب المتاجر قد بدأوا في افتتاح متاجرهم لطلب الرزق ، بعد ذلك الهدوء
بدأت الحافلات والسيارات الصغيرة في التواجد بذلك الشارع فالازدحام لم يكن كبيراً فكانت الأمور تسير بالنظام
وبكل سلاسة ، ذهبت لمتجر صغير لشراء جاكيت وقبعة فالطقس هنا بارد جداً ، وجدت ترحيباً جميلاً في ذلك المتجر وقمت بارتداء أكثر من جاكيت هنا لا يهمني شكل الجاكيت بقدر ما يهمني أن يكون جيداً لتلك الأجواء
الباردة بعد اختياري للجاكيت والقبعة خرجت من المتجر لأحد المطاعم القريبة لتناول الإفطار والاطلاع على أحوال الطقس في تلك المدينة وعن الأماكن المجاورة لها لتوجههي لبحيرة تبعد عن تلك المدينة 40 ميلاً قمت بطلب
وجبة إفطار خفيفة مع كوب من الشاي الإنجليزي بعد تناول الإفطار طلبت من إحدى سيارات الأجرة التوقف للذهاب إلى تلك البحيرة فسالته عن البحيرة وهل تستحق أن أذهب إليها فكان جوابه نعم سيدي ، فهي تعتبر من أجمل
الأماكن السياحية هنا وتبعد 40 ميلاً لم اسأله عن السعر فقط كنت مهتماً بما يقوله عن تلك البحيرة وذلك المكان
كان سائق الأجرة كما هو مبين بجوار العداد الموجود أمام المقعد الأمامي يدعى باولو جيرارد فخطر على بالي
اللاعب الإنجليزي الشهير جيرارد فتحدثت مع السائق عن ناديه المفضل فقال : ليفربول .
كان سائق الأجرة مشجع متعصباً لناديه وبدا الحماس عليه أثناء تحدثي معه عن كرة القدم التي هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم أجمع ، مع الحديث عن كرة القدم وعن بعض الأمور الخاصة بالأماكن الجميلة شعرنا بأن المسافة
أصبحت قصيرة جداً فالصمت دائماً هو ما يجعلنا نرى أن العالم قد توقف أو أن المسافات تكاد تكون طويلة جداً
مررنا بمناظر جميلة ونحن في طريقنا لتلك البحيرة وماكان لي بعد توقف الحديث بيننا إلا أن أخرج الكاميرا لالتقاط
بعض الصور وكانت فرصة جيدة للتصوير لتوقف بعض السيارات أمام نقطة التفتيش ، كاد الضباب يتلاشى شيئاً فشيئاً ، وبدأت الرؤيا تتضح أمام عدستي لالتقاط بعض المباني وناطحات السحاب وبعد أن تجاوزنا نقطة التفتيش
بدأنا نخرج من النطاق العمراني والدخول في عالم آخر ، عالم الأشجار الجميلة التي تزين المكان بأشكالها الرائعة
اقتربنا الآن من البحيرة المعروفة باسم منطقة البحيرات ومكانها شمال غرب انجلترا في مقاطعة كومبريا، وتعتبر منطقة البحيرة هي أكبر حديقة وطنية في البلاد.
تتميز منطقة البحيرة بأنها عامل الجذب الرئيسي للبحيرات والجلود (الجبال والهضاب) منحوتة بالتعرية الجليدية وتقديم مشهد مثيرة وملهمة، فهى الوجهة الممتازه في إنجلترا للمشي لمسافات طويلة، والتسلق.
جميع الأراضي في إنجلترا أعلى من ثلاثة آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر وتقع داخل الحديقة الوطنية، بما في ذلك سافيل بايك، وهو أعلى جبل في انجلترا، كما أنه يحتوي على أعمق وأطول البحيرات في إنجلترا، واستواتير ويندرمير، على التوالي. تلك كانت نبذة بسيطة عن تلك البحيرة .
بعد توقفنا عند ذلك المكان الذي يسحر بجماله كل من رآه كدت أنسى أن أدفع لسائق الأجرة ماله ،
بعد دفع الحساب للسائق ، وبعد إمعان النظر في ذلك المكان بدأت بالسير واستنشاق الهواء العليل ، مروج خضراء
جبال خضراء بحيرات صغيرة والصخور تملأ المكان بأحجام كبيرة قريبة من تلك الجبال وصغيرة بجوار البحيرة
بالقرب من إحدى البحيرات أكواخ صغيرة بعضها مطاعم وبعضها مقاهٍ وبعضها للاستجمام يتم تأجيرها بالليلة
اقتربت من البحيرة ووضعت قدماي على تلك المياه العذبة بعد جلوسي بالقرب من البحيرة أسماك صغيرة ترى
من شدة نظافة تلك البحيرة بألوان مختلفة ، بعد ذلك المنظر الجميل توجهت لأصحاب تلك الأكواخ لأستئجار كوخ
الاستجمام لثلاث ليالٍ عند دخولي للكوخ الخاص بصاحب تلك الأكواخ الصغيرة سالته عن كوخ الاستجمام
وما هي مزايا ذلك الكوخ فقال : يوجد حوض أسماك به أسماك صغيرة جداً لعمل مساج للأقدام ويوجد كذلك
بجوار الكوخ بحيرة على ضفافها أزهار متنوعة وبألوان عديدة ، رافقتني ابنة صاحب الكوخ لتريني جميع مزايا ذلك الكوخ ، كانت تدعى إميليا كما سمعت من والدها عندما أراد منها الحضور لأصطحابي لذلك الكوخ وإطلاعي على
مافيه من مزايا ، كانت إميليا فتاة بعمر الزهور تبلغ من العمر 14 عاماً ، الواضح أنها نشيطة وتحب العمل مع والدها
وتعشق تلك البحيرات ، بعد أن دخلنا الكوخ قامت بفتح النوافذ الخشبية كانت هناك ثلاث نوافذ كل نافذة تطل على منظر جميل الأولى من جهة الشرق تطل على الجبال الشاهقة والنافذة من جهة الغرب تطل على بحيرة الورود
والثالثة الشرقية تطل على البحيرات الصغيرة ، كوخ صغير لكن جمال الطبيعة جعله كالقصر الفاخر .
بعد ان انتهت إميليا ابنة صاحب الأكواخ من ترتيب الكوخ وتجهيز مكان مساج الأسماك الصغيرة ذهبت لاستقبال
زائر آخر ، فأخبرتني قبل ذهابها بأن هناك مطعم في الكوخ المجاور ومقهى وهناك متجر صغير للمواد الغذائية
ذهبت إميلياً لاستقبال الزائر الجديد ، وخرجت لرؤية تلك الزهور الجميلة بجوار تلك البحيرة .

وكانت هذه نهاية ( الفصل الأول )


 

رد مع اقتباس