الموضوع: هدوء الليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-14, 11:43 AM   #1867
إحساس العالم

الصورة الرمزية إحساس العالم
The silence of the evening

آخر زيارة »  11-14-22 (08:12 PM)
المكان »  السعودية
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي فقط حرمان يشتكي ومسلوبة عشق تستغيث !!



تابع ( الفصل الأول )


صعدت برفقة عمّار على ظهر قارب مارك الصغير وكان مارك أثناء قيادته للقارب يحاول أن يطرح بعض الأسئلة عن البلاد

العربية وعن أبرز معالمها وعادات أهلها في وقت كنا نشتاق لرؤية ما يميز هذه الدولة الأوروبية لكن كان الفضول لدى

مارك سبباً بأن يدور بيننا حديث طويل عن استفساراته وأسئلتة التي يغلب عليها الجدية منه ومحاولة التعرف عن كثب

عن بلادنا العربية فسأل عن النظام أولاً حينها لم تكن اجاباتنا سلبية وليست إيجابية بالقدر الكبير ، لكن إجابة عمّار كانت

إجابة قوية ولا أبالغ إن قلت هذا لسان حال الكثيرين من العرب عند طرح السؤال الذي وجهه مارك حينها ، كيف هو النظام

لديكم في تعاملاتكم وأموركم اليومية ؟ رد عمّار وهو متأسفاً لذلك الرد بسؤال ما هو النظام ؟!!!

حينها فكرت بما يفكر به كل عربي في بلادنا هل يقصد مارك بالسؤال نظام المرور ؟ أو نظام تعامل الناس فيما بينهم ؟!!

أو يقصد نظام محدد تسير عليه أغلب التعاملات في البلاد ؟!!

بعد توضيح مارك لنا ماذا يقصد من سؤاله ليسهل علينا أنا وعمّار على الأقل الإجابة الوافية ، قال مارك : أقصد هل

يوجد أنظمة محددة تطبق على الجميع وكأنهم شخص واحد دون تمييز ؟ ..

فأجبنا أنا وعمّار وكأننا متفقين على الإجابة مسبقاً مع أن ذلك لم يحدث على الإطلاق ..

وكان جوابنا لكل نظام ثغرات وكل ثغرة تستغل في جميع الدول وجميع التعاملات لن تكون على الوجه الأكمل مهما

قررنا وضع الأنظمة فالنظام لا يغير الناس جميعاً لكن النظام بشكل عام قد يخفف بشكل كبير عن ما يحدث من

تجاوزات في أغلب الأنظمة . ونصحناه بزيارة بعض البلدان العربية . وتحول الحديث بعدها عن تلك الأشجار الجميلة

المحيطة بالنهر وعن أغلب الكائنات التي تعيش داخل النهر والقريبة من ذلك النهر الجميل ، وعن الأجواء بشكل عام

في جميع الفصول في تلك المنطقة وكانت الأجواء حينها باردة وقد يكون لبرودة الجو علاقة بالسؤال عن المناخ .

توقفنا في جزيرة صغيرة فيها عدد بسيط من سكانها وبعض السياح كان الجوع حينها شديداً فالإبحار عبر نهر جميل

وأجواء رائعة يفتح الشهية بشكل جنوني ،، عند توقفنا في تلك الجزيرة توجهنا لمكان اصطياد الأسماك أنا وعمّار

اتفقنا على وجبة سمك مشوي ومارك فضّل المقلي وتناولنا بعض من الربيان الذي لا ينسى مذاقه ولو بعد

سنوات لطيب طعمه واتقان من قام بتجهيزه وتنظيفه ومن ثم طبخه مع قليلاً من الأرز ..

تعرفنا على المسؤول عن عمل الغداء الشهي وكان يدعى جون ويلقب بأسطورة الجزيرة لتميزه بعمل أكلات متنوعة

لأكثر من دولة كان جون يحاول لفت انتباهنا لمدى قدرته على القيام بالطبخ بحركات جميلة احترافية تعجب المشاهد

قبل أن يجهز الأكل فتبين لنا أن ما يقوم به جون هو تهيئة نفسية لكل من يريد أن يأكل من مطعمه الصغير .

الذي تفوح من رائحة الأكلات الشهية اللذيذة .

وكانت زوجة جون هي من تقوم بتجهيز البهارات بانواعها وهذا ما تحدث عنه جون عن سر نجاحه فهنا جون أثبت فعلاً

أن شريكة حياته هي نصف نجاحه إن لم تكن هي السبب الأول في نجاحه وتميزه مع بعض القدرات التي يمتلكها

جون في أسلوبه وتعامله واحترافيته في طبخ الأكل وتقديمه بطريقة تجعل الزوار والزبائن يتمنون العودة وتكرار التجربة

بعد الانتهاء من الأكل وتقديم الشكر لجون وزوجته . ذهبنا لحديقة صغيرة فيها بعض الكائنات الحية الجميلة والغربية

بجوار مطعم السيد جون ، قرأنا بعض التعليمات المكتوبة على اللوحات والتي يوضح فيها أسماء تلك الكائنات وموطن

كل كائن وبعض أسرار وخفايا الكائنات العجيبة الموجودة في تلك الحديقة الصغيرة الرائعة .

بالكاد لا تخلو كل جزيرة من بعض الآثار التي تبين تقاليد سكانها وحضارتهم فتوجهنا لمتجر صغير يحوي العديد من تلك

الآثار واشترينا الكثير من تلك الآثار المنحوتة والمصنوعة يدوياً من أهل الجزيرة لتكون ذكرى جميلة نحتفظ بها .

ومن الأشياء الجميلة كان عصير البرتقال له مذاق في قمة الخيال يصعب على المتذوق وصفه فليس كل برتقال

برتقال كما يقال هذا ماقاله الشاب اللطيف عمّار .

الوقت يمر بنا سريعاً دون أن نعلم فكل وقت ممتع يزول سريعاً تداركنا الأمر وطلبنا من مارك أن يحضر لنا القارب

لنعود للسكن قبل حلول الظلام لبرودة الجو ليلاً ، ونحن في طريقنا عبر ذلك النهر بدأت الامطار تهطل بشكل تدريجي

الرذاذ كان أشبه بارتياح بعد رحلة جميلة ليست متعبة للجسد بقدر ما هي جميلة ومفيدة جداً بكل ما فيها .

فالارتياح هنا إضافة لارتياح مسبق لما رأيناه في تلك الجزيرة من تعامل جيد وابتسامات ترحيب طغت على محيا أغلب

سكان تلك الجزيرة فما كان توديعهم لنا تأثيره واضح على وجوههم رغم ابتسامتهم الجميلة إلا أن حال لسانهم يردد

نتمنى عودتكم قريباً وهنا يكمن حبهم لأعمالهم وتحصيل قوت يومهم بالإضافة إلى أسلوبهم الرائع في ترغيب السياح

وخدمتهم بشكل جميل ومريح .

ازداد هطول الأمطار بكثافة اقتربنا من السكن بعد وصولنا قمنا بالاستحمام وتغيير ملابسنا ومن ثم قررنا تناول مشروب

دافئ يعيد للجسم دفئه وحيويته بعد أن كنا في جو بارد وتحت الأمطار . أشعل النار عمّار في غرفة الجلوس

وقام بتشغيل التلفاز لمتابعة قناته التي يحبها ويعشقها ( قناة الرحلات والسفر ) فبعد الانتهاء من المتابعة

توجب علينا إطفاء الإضاءة والنوم للاستعداد ليوم جديد برفقة عمّار والتعرف على كثير من الأسرار .


( نهاية الفصل الأول )


 

رد مع اقتباس