(على سفحِ رواية)
تنامُ على سفحِ رِوايةٍ
ترسُمُ التيقُّظَ الدَّائمَ
لتُبدِّدَ الكونَ بمِلءِ أجفانِها
تكبُرُ هُوَّتُها المعطوبة
وتُجادلُ الرِّيحَ لقَسوَةِ المُعطيات
أخرستْ عَينَيها!
أسكتتِ الحصادَ برمقِ السَّنابل
وبعد...!
قتلُوها خِشيةَ إملاقٍ
وأسقطوها في خَندقٍ
قابَ قوسينِ أو أدنى
كلُّ هذا لأنَّها تستثني
قَسوَةَ العالَمِ، وتلمِسُ الملامِح!
تُسرِفُ بالاطمئنانِ
تَلِدُ البَوحَ بوُضُوحٍ شفاف
تغرِسُ الوَردُ في الزَّوايا الحادةِ
فيغشاها العَمَشُ!
يا لقَسوَةِ الحياة!
ويا لقَسوَةِ ما تُساوِمُنا عليه!
تميلُ بنا دهاليزُ السُّبلِ في كَفِّةِ التَّوازن
تأخُذٌ منَّا الكثير، وتعلِّمُنا القليل
فنتفاجأُ بحُطامِ المقطورةِ
يدهسُ مشاعِرِنا برفقٍ وتُؤدَّة!
فنسكُبُ الدَّمعَ كفَمِ إناءٍ
يستقي مِنهُ الزَّهر
وبعدَ...؟!
لا شيءَ نتعلَّم!
تموتُ النُّدحةُ في أقصى الرُّوح!
تَشيحُ السَّعاداتُ المُغيَّبة
تنعَقِدُ في العقلِ ذِكرى يسيلُ لُعابُها
غيرَ قابلةٍ للتأويل
وبعدَ...؟!
شِريانٌ ينبضُ باليباسِ في غُصنٍ
وعُرُوقٌ تروي الخريفَ
بحسراتٍ في بُؤرةِ عيني!
وفي القلبِ زيتٌ يسقي فتيلَ الرُّوح
باللَّومِ والتوبيخِ على سَفحِ رواية
عبير البكري .