(حنينٌ لكومةِ شيء)
توقيتٌ أوحدٌ يا ذا الصَّباح
نتوهُ جميعًا حتى يُلاقي آخِرُنا أوَّلَنا
ثُمَّ اغتربنا كما كُنَّا
بينَ كومةِ الأشياءِ نبحثُ عنِ الحَيواتِ
وَشْوَشةٌ حبيسةٌ بين الصَّمتِ والكلامِ
تشتَمُّ في عَبقِ أنفاسِ الحياةِ رائحةَ الرَّماد
وتفتَرُّ جَلُّ ملامِحنا عنِ السَّعادة
ليستِ الحياةُ ناقصةٌ؛ بل بائسةٌ
حتى طيورُ هذا الصَّباحِ تتأهَّبُ للهِجرةِ القسرية!
مِن قلةِ الحِيلةِ ينتَحِبُ داخلَنا كَمٌ هائلٌ
من أنفاسِ التَّصَبُّرِ صباحًا
يتطلَّعُ لِحُمَمِ التِّيهِ الذي يتخبَّطُ فينا
أحلمُ تلقائيًا بحُنوَّ يدِكَ وهِيَ لا تبرحُ يَدي!
فأفيقُ وأعلمُ أنهُ مُجردُ حُلم
تُصيبُني عِلَّةُ الكآبةِ، وحرفي يعتريهِ الكَسادُ
وتفاؤُلي المُحتضَر يُحرِّرُ مغاليقَ القلبِ الصَّدِئةِ
يقتاتُني التَّعبُ، وأحلامي تسقطُ بطريقةِ الأجزاءِ
ريحانةُ شبابي، وشذى صِباي
يموتانِ من فَرطِ الحَنينِ لكَومةِ شيء!
عبير البكري