عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-25, 09:14 AM   #2
عبير البكري

الصورة الرمزية عبير البكري

آخر زيارة »  اليوم (02:52 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



‏(بعدَ رَحِيلِكِ فقيدَتي)

حتى بعدَ رَحِيلِكِ يا فقيدَتي
يتجدَّدُ حُزني عَلَيكِ في كُلِّ المواسِمِ
أشعُرُ بالوَحدةِ مُذْ رَحَلتي
وتركتِني في هذهِ الزَّاويةِ القاسيةِ
تَعِبتُ يا أُمِّيَ من قَسوَةِ البَشرِ
فَقدُكِ هُوَ فَقدٌ لحياتي
ولكلِّ شيءٍ جميلٍ في رُوحي
كُنتِ سَنَديَ وظهريَ في الحياةِ
يجْتَرُّ قلبيَ يا أُمِّيَ إرِشيفَ الحياةِ مَعَكِ
أُمِّي كانَ قلبُكِ يُجَدوِلُ أيامي
بينابيعِ الفَرَحِ والأزهارِ
أُمِّي وَجهُكِ كُلَّ صباحٍ
كانَ تفاصِيلَ الشُّرُوقِ يا حبيبتي
كُلُّما قَسِيَتْ عَلَيَّ الحياةُ
تُعيدينَ إلَيَّ هَوِيةَ الفتاةِ رقيقةِ الإحساسِ
كُنتِ تصنعينَ مني فتاةً قويَّةً
بجُهُودِكِ بَعدَ اللهِ أنا الآنَ أعيشُ مُستقلَّةً
رَبَّيتِني شكلًا ونبضًا ورُوحًا واسمًا بارِزًا
بينَ رقصاتِ الحياةِ الفانيةِ
كُنتِ تُغرقينَ قلبيَ في
وِعاءِ الشَّمسِ ليتدفَّأ ويُدَفِّئ!
كُنتِ تُعيدينَ نُورَ الحياةِ
والسَّعادةِ إلى وَجهي
عِندَما تُنادِيني بعِيدي
كُنتِ تُشعِريني بالأمانِ
الذي يُرَتِّبُ أفكاري
كُنتِ تخلُقينَ لِيَ حَيِّزًا
مِنَ الفَرَحِ والسَّعادةِ
أُمِّي الحياةُ مَعَكِ
كانت بهجَةَ عُمرٍ، ومائدةَ حُبٍّ
تُطَوِّقُ الأرضَ بحنانِكِ
كُنتِ تَبُثينَ في طِفلَتِكِ هِمَّةً وقُوَّةً
كلَحنٍ يرقُصُ مِن بهجَةِ الحياةِ
بَينَما أتخاطَبُ بَينيَ وبَينَ نفسي
كثيرةً هِيَ الأُمورُ التي تُثقِلُ قلبي
تُسقِطُني في حالةٍ مزاجيةٍ سَيئةٍ
رُغمًا عنيَ أكتفي
بكَوبِ قَهوَةٍ أغمِسُ فيهِ بُؤسي
لِأكتفي بهِ عنِ البَشرِ
نتقاسَمُ أنا وفِنجانٌ تَعَبَ الحياةِ سَوِيًا
أذهبُ إلى شاطِئِ عُزلَتي
أحتاجُ ذاكرةً للنِّسيانِ
لَعَلَّهُ يَجْبُرُ كَسرَ لَيليَ الطَّويلِ
وعُزلَةً أحكي للهِ فيها كُلَّ شَيءٍ
نعم؛ أنا أشعُرُ بحُبِّ اللهِ ورَحمَتِهِ
حِينَ اُحادِثُ اللهَ بتِلكَ
المشاعِرَ المُحتقنةَ داخِلَ قلبي
يبقى اللهُ لقلبيَ القُربَ والسُّلوانَ
عبير البكري


 

رد مع اقتباس