قد يفني الإنسان عمره كلّه قبل أن يستوفي الكلام والتأمّل في الشّمائل الكريمة للمصطفى عليه الصّلاة والسّلام، لكنّني أتوقف دائمًا عند وصفه صلّى الله عليه وسلّم بأنّه كان لا يواجهُ أحدًا بما يكره، وكان إذا كره شيئًا عرفوه في وجهه! فهو بذلك قد بلغ الغاية في الحياء فلا يؤذي غيره بما لا يسرّه سماعه، ويبلغ الغاية في الصّدق ومطابقة الظّاهر للباطن فلا تُخفي تعابير وجهه ما يكنّه في صدره!