المتتتبّع لسيرة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في نسائه يدرك بوضوح وجلاء لا شكّ فيهما أنّه كان شديد التغافل عما يبدر منهنّ مما يتعلّق بشؤون الدّنيا وبما عليه المرأة من طبيعة وخلُق، ولم يكن يغضب على إحداهنّ إلا إذا ارتكبت أمرًا محرّمًا من جهة الشّريعة. وهذا من شرف نفْسه صلّى الله عليه وسلّم ورجاحة عقله وقوّة شخصيّته التي تدعوه أن لا يهتمّ بسفاسف الأمور ونبذه للدّنيا وأحوالها وشدّة تعلّقه بالله عزّ وجلّ والدّار الآخرة.