تراقب عقارب الساعة بحذر ، اولادها متأهبين يراقبون الباب بصمت مهيب ، صوت القفل جعلها تعدل جلستها بسرعة ، جلس على السفرة يرتقب أي حركة غير مألوفة ، لن يتجرأ أحد على مد يده قبل أن يأكل حتى لو مات جوعا ، بلع أول لقمة كالثور ، لا يحترم النعمة التي يأكلها حتى ، فكرت بذلك بسخرية وهي تبدأ بإطعام صغارها قبل أن يباغتها كأس الشاي المرمي عل رأسها وصرخة غاضبة جعلت الجدران وكأنها ترتعد خوفا
- لقد برد الشاي ، الأ تستطيعين تحضير أبسط الأشياء أيتها الغبية ؟
نهضت تلقائيا، لقد ماتت روحها منذ زمن ، تبلدت أحاسيسها تماما ، متى حدث ذلك ؟
لا تدري حقا !
عندما كانت تترجاه بإسم الحب الذي كان بينهم ؟
أم حين طردها والدها وهو يردد شعار الجاهلية الأولى وكأنها عصى تضرب على ظهرها حتى كسرته


المره مالها الأ بيت زوجها


أم حين ظنت أنه أشفق على حالها حين اتته بعين متورمة و يد مكسورة ، ليقول كلمته التي جعلتها يتيمة إلى الأبد

تعالي بس عيالك عيال الغريب مالهم مكان بيننا
وحين رفضت ، قالوا دلال النساء
كيف للروح أن تفارق الجسد يا أبي دون أن تموت ؟
وكأني سأتخلى عنهم كما تخليتم عني ، إذا كنا سننجوا فسننجوا معا وإذا قُدر لنا الألم فسنشقى معا !
يغلي الشاي أمامها ، تنظر للكبريت لثواني ، ربما يستطيع فعل ما لم يستطعه أحد
إنهاء كل هذا بكل بساطة
لن يبقى من كل الألم والمعاناة الأ كومة رماد كالذي يشبه داخلها تماما !
يدين صغيرتين إحتضنتها ، سال دمعها ، لقد تحدد مصيرها منذ زمن طويل !
ضحكة خرجت من أعماقها الجريحة
لقد آن وقت التحرر ،
اغمض عينيك يا صغيري !
سينتهي الآن كل الألم
في لحظات
فقط ..