الموضوع: عبود البطل
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-24, 04:56 AM   #1
Mc Nabulsy

الصورة الرمزية Mc Nabulsy
باحث عن الحقيقة

آخر زيارة »  06-26-24 (11:14 PM)
المكان »  فلسطين
الهوايه »  القراءة - الرياضة - السفر (مع اني بسافرش) - التصميم - المونتاج - الراب - تطوير المواقع - .. الخ

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عبود البطل



كنت اشاهد مسلسلا سوريا من أولئك الذين يروون حكايات الابطال في وجه الاحتلال الفرنسي. المجتمع السوري القديم حيث الدين والعادات والتقاليد، وحيث يخرج الرصاص من فوهة البارود لمواجهة محتل أرضهم. اسم هذا المسلسل "رجال العز"، هو كغيره مليء بالأحداث الخيالية ولكن جذبني فيه فكرة معينه. متأسف ولكن انا مجبور أن أحرق وأن اتحدث عن لحظات الختام. يكون بطل المسلسل الملقب بـ "عبود الشامي" شخص ظلمه اهل حارته بتهمة قتل لم يفعلها. فهرب وجلس في البراري يواجه المحتل، ويدعم حارته والثوار بالسلاح الذي يحصل عليه من المحتل، ويرسل النقود للفقراء، ويختمها نهاية بجلب مدير مكتب السرايا والذي كان القاتل الحقيقي. فاصبح فعل البطولة مرتبط بذلك الرجل الشهم الذي ظلمه أهل حارته وتغاضى عن ذلك وساعدهم دون يعلموا حتى كشفت الحقيقية فأصبح ينشر أثراً له ليقول لهم انا من كنت أفعل ذلك. فيأسف أهل حارته على ظلمهم له، ويصبح الكبير والصغير يتناولون قصص بطولاته بقتل الجنود، ودعم الثوار بالسلاح، ومساعدتهم في معاركهم. جميعهم أصبحوا يلقبونه بـ "عبود البطل" وحين يكون هناك حدث بطولي فيسأل الناس من فعل ذلك، فيجيب عليهم الآخرون بأنه عبود الذي فعلها. هو موجود فعلا، ونراه يتحرك ويفعل ما يفعله. لكن من منظور أهل حارته والناس الذي يتناقلون حكاياته، هم لا يرونه فقط يرون أثره ويزيد حبهم واحترامهم لذه الشخصية.


هنا نلاحظ الأثر والناتج من ذلك الأثر دون ان يروه موجودًا حاضرًا وكيف يفعل ذلك. ومن هذه الفكرة خطر في بالي ان هذا يحدث حقًا منذ فجر التاريخ حتى اليوم. نحن نُحب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام دون نراه، فما أن نسمع عنه الحكاية وما ان نرى أثره في سنته، تجدنا نشتاق له ولرؤيته ولحضوره دون أن نجرب هذا الشعور قبلًا. وهكذا مع الشخصيات التاريخية ذات السمعةِ والأمجادِ الخالدة. فترانا نود لو نكون أعلى أي تلة او جبل نراقب خالد بن الوليد وهو يُحارب وينقذ جيوش المسلمين، وكيف يعمل بدهائه العسكري. وبما أني في بلدٍ لا يزال يعاني من ويلات الاحتلال، فأرى هذه الامثال يومياً. الكثير منا يحب ذلك الشخص، الذي حمل سلاحا وهام يدافع عن بلده دون تردد ودون ان يشهر نفسه او يعلن عنها. الكثير منهم يحتضنهم التراب الآن ونحن لا نعلم من هم، ولكن تجدنا نمجدهم وندعو لهم ونحبهم دون معرفتهم. او نرى حُب الناس لذلك الشاب الذي ظهر في بعض الصور والفيديوهات، وانتقل شهيدًا الى جوار ربه، فيحبونه وينشرون ما توفر من صوره ويدعون له. لم نرهم بالشارع يومًا، وربما لم يريدوا ابدًا ان نعرف عنهم، ولكن ذلك الأثر لا يمكن ان يُزال.


أثر الفراشة ليس بالضرورة في ذلك الإعصار، قد يكون في حركة الأعشاب والزهور الخضراء في وادٍ خُيط بخيوطٍ صفراء بأمواجٍ دافئة من الشمس. لا نحتاج لأن نرى الفراشة لشكرها على وجودها او نطعمها كمكافئة لدعم المظهر الجميل، كان أثرها كافيًا ليزرع الهدوء والسكينة في داخل أرواحنا.


 


رد مع اقتباس