عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-23, 11:36 AM   #1
هوس*

الصورة الرمزية هوس*
مُتمرِده كلَيلٍ بِلا هويِّه*

آخر زيارة »  08-16-24 (02:55 PM)
المكان »  بين مدينتين ..!

 الأوسمة و جوائز

افتراضي السابع من أكتوبر ..!





من واقع الحياه..!


قبل زمن من الان تم ابلاغها
بعمل عملية
قلب مفتوح لوالدتها لإنسداد اغلب الشرايين
وتم حجزها مباشره عند دخولها المستشفى
اسبوعان وهي بـ إنهيار تام يصعب وصفه
في انتظار ذاك الموعد المُحدد للعملية
كانت والدتها لإسبوعان
في العنايه القلبيه حتى يتم تنظيم السكر
وجميع علاماتها الحيويه التي تزايدت إضطراباً
وخوفاً وقلقاً
عاشت أقسى لحظات حياتها
رافقتها تاركة كل شئً زهدت عن ملذات الحياة
من تواصل وبشر ونوم وأكل

لولا أن البعض منها كان يغلبها كـ النوم
وما ادراكم بذاك النوم......
النوم على كرسي صلب لعدم السماح


بمرافق في غُرف العناية القلبية
او تهيئة مكان لها

البرودة تجمد في قسم العِناية القلبيه
وهي لا تنحمل البرودة حتى تسببت
لها بمرض مزمن حتى هذا اليوم لازلت في صراع معه
مرت الأيام
وهي تنظر لملامح والدتها
تخاف أن تفقدها ذات نهار كما فقدت شقيقتيها
كانت نسبة نجاح العملية ضئيلة جداً
لكن لابد منها فـ والدتها دخلت بحالة
حرِجه ومتأخرة لإنسداد أغلب الشرايين

برد وجوع وخوف و مكان غير ملائم
وحِده وصمت ورهبه وبكاء مستمر
لمدة اسبوعان

لا أحد تتبادل معه مرافقة
والدتها فـ هي وحيدتها

و دون ذاك القلب والسند
الذي تشتكي له تلك الحرقة التي بقلبها
سوى الله وحده فقد كانت تُناجيه باكيه
دون توقف
كان كل ذلك كفيل بأن تغادر الحياة قبل
يوم العملية المُنتظرتغادرها وهي ذات العشرين
ربيعا
وبين هذا وذاك
ودون استسلام منها
والدعاء والقرأن والتوكل بالله
وبعض الأقارب ودعواتهم
تقوت بالله ثم بالصبر ولكن كانت عيناها
على عينا والدتها وهي مُحاطه بعدد كبير من الاجهزه

تراقب النبض وكانت والدتها
تنظر للسقف بشكل مستمر
تراقب بصمت وكأنها تخاف ترك إنتها وحيده

ومرت الأيام والأيام
وكانت الليله التي تسبق العملية
كانت أطول ليلة بالعمر
مرت الساعات وكأنها سنوات
أختلط فيها بكاء ورجاء ودعاء
بإنهيار تام
وكأن الثلاثة عشر يوم السابقه بكل
مافيها من وجع وأنتظار قد
إجتمعت في هذه الليلة
يصعب وصف الموقف
ويصعب وصف الشعور
لأن من تترقب فك صدرها بالغد هي والدتها
هي السند بعد الله هي روحها بجسد آخر هي الحياه
بكل ماتحمل هي وحيدتها
ذهبت للتجول بالممر الخارجي ذهاباً وإياباً
تسمع أصوات الأجهزة وانين مرضى
من جميع الغُرف والتي كانت مختلطة
بين رجال ونساء
وعند باب كل غرفة يقف شاب او فتاة او اأم او او

وجميعهم يترقب
بـ قلق ولكن مع تفاوت القوة والوجع والحالة
البعض منهم يمنح القوة والبعض يقدم مساعدة
والاخر يشد على يد الغير فجميعهم يحمل نفس الالم

واقترب الفجر وعم الهدوء في تلك الساعات المتأخرة
الا من اصوات الممارسين الصحيين او الأجهزة الطبيةأو انين المرضى
يكاد قلبها أن يُنتزع كلما أقترب الصباح
امتزجت مشاعرها بين فرح وحزن
خوف ويقين دعوات لاتنقطع

أنارت الشمس الكون ولكن أظلمت بقلبها من شدة الفزع
نظرات والدتها موجعة واليمة

كانت وكأنها توصيها وكأنها تُخبرها
شيئاً لا تعلم ماعساه ان يكون
صمتها تلك الليلة كان أشبه بمدينة خالية من ساكنيها
بعد حرب خلفت الدمار بشوارعها وانزلت الرعب
بـ أحياءها

نظرت إلى والدتها
في محاولة للقوة منها أو منحها قوة
ولكن كلاهما يكاد يسقط من المعارك الداخلية
التي تكاد ان تفتك بروحيهما

أصوات اقدام تقترب
وكأنه هجوم مُرعب
كانت الساعات الفاصلة
لأخذ والدتها
نظرت إلى والدتها
والدموع تملأ عيناها في محاوله يائسه
لإخفاء ماظهر منها
كانت تقاوم تلك النظرات حتى أحست
أنها بدأت تفقد ثباتها
قاومت بشدة وزفير الوجع والخوف
على والدتها يكاد ان ينتزع قلبها
تم الترتيت وتحضير والدتها لكل شئ
قبلتها وهي لا ترى ماحولها
من هول الوجع داخلها
أبتسمت لها ابتسامة قد

رُسمت رسما لم تستطع أن
تُخفي ماخلفها من غصة
أرتميت بأحضانها وكأنها
ترجوها الأ تغيب عنها
لحظات ووالدتها تبتعد عنها
وهي خلفها بُخطى لا تكاد حملها

تذكرت شريط من الأوجاع
قد مرَّ بهما سوياً تذكرت وصول شقيقتها
محموله بـ تابوت خشبي بعد رحلة علاج طويله
عادت هذه المره وسط كوم
الامتعه محموله بين الايدي

التفتت على صوت أعادها
لوالدتها وهي بين أيديهم
في ممر طويل تبتعد عنها شيئاً فشيئاً
حاولت ان تمسك بيدِ والدتها
حتى وصلت إلى أن تم منعها من المواصلة
واغلقت الابواب امامها

أنفجرت بصوت سمعه كل المارة
صراخ ببكاء بأنين وحشرجة
تم سحبها الى الغرفة المجاورة

وأُغلق الباب بينهما
ارتمت باحضان شقيقها
وكأنه ينتظر هذه اللحظات
غرقامعا ببكاء طويل بصوت مسموع


مرت عشر ساعات
من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً
خرجت والدتها
مرت يومان وهي لم تشعر
بمن حولها

ومرت ايام أُخرى وأيام حتى عادت للحياة وعادت
الروح بعودتها

وكانت المفاجأة المؤلمة

والدتها لاتعرفها
اااه ما أصعبه من شعور...!

هي تمر بفترة نسيان مؤقت
تُصيب البعض ممن يمرون بعمليات كُبرى او خوف شديد
ظنت ابنتها أنها دائمة
مما ادخلها بنوبة من الصراخ الغير
مسموع كان بداخلها
كيف لها ان تعيش
ووالدتها التي قد كانت
لها الام والاخت والصديقة والملاذ بعد الله
لم تعد تعرف من هي
احست بالوحده
حتى كادت ان تفقد
اتزانها من ذاك الوجع داخل صدرها



مخرج/
للكلام بقية ولكن ليس هُنا
قد سُجن داخل صدرها منذ ذاك اليوم..!




هوس#


 


رد مع اقتباس