الموضوع: تفاصيل صغيرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-23, 09:47 PM   #6
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  يوم أمس (11:01 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء الثالث

على أطراف القرية صباح يوم اربعاء مشرق تقف تلك السيارات الفارهة وينزل جونيور وأمه وياخذون نفس من ذلك الهواء النقي ويقتريون من ذلك المنزل المتواضع..
وفي لحظة ينادي صوت تفضلوا تفضلوا هو هو نفس الصوت
صوت العمدة وتقف بجانبه تلك الحورية بملابسها الريفية وخدين كالتفاح بل قل كالجوري في جماله
وأما جسمها وكأنه رسمة فنان بارع فسبحان من خلقها...
جونيور يأخذ نفس العاشق ويقترب بثقة وأمه من خلفه
الام انتظر يا بني وامشي على مهل بإقدامك ولا تجعل قلبك يقفز بك ويعجل خطواتك وتبتسم ابتسامتها المعهودة .
في ذلك البيت الصغير ومع جمع قليل تقف الام بكل ثقة تطلب تلك الفتاة الجميلة ومما قالت: جئناكم من تلك القصور العامرة التي زينت من كل طرف وجانب
لنأخذ هذه التحفة الفنية والحورية البيضاء النقية الينا
فبها ومعها ستكتمل سعادتنا وستصبح ركنا من أركان قصرنا
وعمودا وسيدة لا غنى لنا عنها
ونأمل من حضراتكم الموافقة والقبول لتكتمل بهذه الموافقة فرحتنا. . .

العمدة : بعد الترحيب والضيافة وبشاشة الوجه وحسن الاستقبال وقف وقال :
بعد مشورة وكلام نرحب بهذه الجاهة الكريمة
ونقول بأننا لم نكن يوما نرى السعادة في الاموال والقصور
وانما رأينا السعادة بقلوب بيضاء نقية تحمل الحب والود والوفاء
ومن هذا المنطق اقول لكم نرحب بكم ولا نريد من الذهب فضة شيء
إنما عندنا شرط واحد اشترطته الفتاة ومن حقها الا وهو :
أن تسكن مع زوجها هنا في كوخ صغير ويبعدها عن تلك البروج والحياة المدنية والقصور ...

هنا تغير وجه الجاهه وكأن الليل غطى عليها وتوقفت الابتسامات ووقفت الأم بكل حيرة وتعجب تقول :
ومن يترك تلك القصور المبهرة ليعيش عيشة الفقراء
ومن ومن اعذروني أيها السادة هذا أبني ولا استطيع فراقه
اتيناكم بما تريدون من الأموال والذهب ولكن شرطكم قاصمة للظهور وقهر للنفوس والعقول هنا كانت تتحدث وتتحدث....
وابنها ظاهر البكاء في قلبه بل قل سهم دق في صدره
والدمعة على طرف جفنه
وبالكاد يتمالك ما بقي من جسده
ثم تأتأ بصوت خافت قائلا أمي هيا بنا يا أمي....
وحملته قدماه للخارج وترك قلبه ينزف الحسرات في داخله.


 

رد مع اقتباس