كل خطوة نتخذها في يومنا تؤثر بشكل أو بآخر في المستقبل وقد لا تؤثر، قد يكون التأثير شخصي وقد يكون أكبر من ذلك بكثير، قد يكون التأثير جيد وقد يكون سيء، فكل خيار نتخذه يبدأ بإنشاء مبنى في المستقبل قد يكون ذو أسس قوية وارتكاز جيد وقد يكون مبنى بلا أسس أو قاعدة وقد يقع بأي لحظة، خيار واحد في حياة الإنسان قد يجعله في علو السماء أو ينزله إلى باطن الأرض، قد يظن المرء أن هذه ترهات فكيف يمكن لخيار أن يقلب من حياة الشخص ويغير بالمستقبل ؟!
الحياة تحافظ على اتزانها بتعدد طرقها فكل بشري له طريق وقصة خاصة فيه، وكل طريق يتشكل ويتغير مع كل خيار يتخذه الشخص، بعض الخيارات يمكن تعديلها والبعض يكون قد فات عليها الأوان، ولكن مع كل ذلك لا يمكن للبشري معرفة نتائج كل خياراته قبل أن ينفذها مما يزيد من صعوبة اللعبة، وكأنه حقل ألغام إما أن تتجاوزه أو تخسر أغلى ما لديك، ومع ذلك إذا فنى الشخص حياته بالتخطيط لحياته محاولا تجاوز كل الخيارات السيئة فلا يمكنه تجنب النتائج السيئة فمهما كان ذكيا وحذرا فما زال بداخل اللعبة، وبداخل هذه اللعبة لا يوجد أحد كامل مكتمل لكي لا يخل بالتوازن.
" أثر الفراشة " هذه كانت تسمية هذا النوع من المعرفة بالأسباب والخيارات والنتائج، من وجهة نظري تم تسميتها بذلك للدلالة على أنه حتى خيار صغير بحجم الفراشة قد ينتج عنه عمار أو دمار، فتخيل أن في حال انقراض نوع واحد من الحشرات التي توجد بالمزارع قد يسبب خلل بيئي يدمر جميع الأراضي الزراعية على الكرة الأرضية وكل ذلك بسبب انقراض مجرد حشرة صغيرة لم يهتم بها معظم البشر من قبل وقد يكونوا على غير علم بوجودها ( موضوع التوازن البيئي يكون بشكل معقد وأكبر مما شرحته، لكن لكي لا أخرج عن الموضوع كثيرا ).
خياراتك التي اتخذتها بالماضي لها أثر عليك اليوم بشكل أو بآخر وربما على غيرك وربما لم يكن لها أي تأثير، وكذلك ما تختاره اليوم سيكون له أثر بالمستقبل عليك أو على غيرك وربما بلا أثر، تذكر أنها لعبة فيها الكثير من الفوز والكثير من الخسارة فلا تجهد عقلك ونفسك وتستنفذ طاقتك لآخرها وتتجاوز حدودك، أنظر إلى الحياة بنظرة أوسع وبعقل منفتح الآفاق لكي لا تلعب لعبة لا يمكنك رؤيتها أو معرفة أنك بداخلها أساسا...