الحضــــــــــــــــــــارة
خدعونا ...
فانخدعنا من غبائنا
وعلق الحلق بالصنارة
خدعونا بالرقي بالغد الأمثل
بالحضارة
وما زال للسحر فينا بعض من آثاره
خدعونا...ولقنونا كلمات نرددها
كالببغاوات ليلا نهارا .
خدعونا فانجذبنا إلى مصدر الضوء
ولما اقتربنا ...
اطفؤوا الأنوار .
فتساقطنا كأوراق الخريف
في بقع من زيت
واحترقنا ببضع من شرارة .
هم خطوا للغد خطوه...وصدقوا
ونحن بنينا الأساس ...
من قش ونشارة
ولن يثبت أساس إلا ...
إذا كان ملاطه دم وعرق
ولبناته حديد وصلب الحجارة .
ولا زال الحال على حاله
وما زالت الرداءة تنحر المهارة .
لو بقينا على هذه الحال ...
إن سابقتنا السلاحف ...
لن نقتفي لها أثارا
لو بقينا على هذه الحال ...
ستقذفنا الأيام على قارعة الوجود ...
أجسادا فارغة تصفر فيها ريح الجهل
كعجل ألسامري
وفي ميزان القيم ...
على يسار الأعداد أصفارا .
فنحن لا زلنا نعيش بعقلية القبيلة
فسيد وعبيد
فإنتقام وغيرة وغارة
والمتنورون منا
أذيال مبتورة في جسد الأمة
لا تثير ذبابا
والقائمون على أمرنا...
لطاعة الآخرين....رهن إشارة
إن الحضارة أبدا لم تكن
أشكالا نتشكل بها
أو ألوانا نصطبغ بها
ولا هز وسط وقيثارة .
وأبدا ما كانت ...
مروق من القيم تحررا
فتحلل وتفسخ
وكأس مدام وسيجارة . .
إنما الحضارة قيم
تصاحب العقل في تجلياته
تهذبه
وإذا ما أرتقى ...
ظل بها أبدا في الصدارة .
الحضارة بصيرة متنورة
وقلب يهفو أبدا إلى الأجمل
وعقل يفرخ لسعادة الجميع ...
أفكارا .
الحضارة ...
هي صدق نية
وتحرير العقل من خرافاته
وإنكار الذات في خدمة الآخرين
إنكارا .
الحضارة بمختصر القول ...
فسيلة علوم
تزرع في طينة الأخلاق
تسقى بماء الحكمة
يرعاها بستاني فنان متميز
فيقطف الثمار.

ن .شريطي
مرتجلة