احد المواقف
الذي مررت بها البارحة
كنت عائدا
من عملي
فوجدت شاب
في الحارة
معه كيس ويبحث عن
الخبز اليابس وبقايا اكل
صعدت درج بيتي
وانا اطل عليه من فوق
فجائني فضول
ان اعرف قصته
حينما اردت فتح باب البيت
تراجعت
ونزلت من الدرج
ولحقته
حتى لا يشعر ان احد يتبعه
دخل الحارة الثانية
ولازلت اراه من مسافة قريبه
ولازال الفضول
يتبعني
وانا اتبعه لأعرف ماهي قصته
فدخل الحارة الثالثه
وتوارى عن نظري في آخر الحارة
لحقته مسرع الخطى
وحينما التلفت على اليسار
في زاوية احد البيوت
وجدت عشرات القطط
حوله
وهو يضع لهم الاكل في خفاء
ما احلى هذا المنظر
يا الله ما اعظم قلوب الناس
التي تشعر
بتقديم الخير واللتزامهم
بجمال الشعور في مقاربة الله
بقيت انظر لشاب
وحولوه القطط
يطعم هذي ويضع الماء لهذي
ويربت على هذي
تذكرت قول الفاروق
رضي الله عنه
(لو أن دابة في العراق تعثرت
لخشيت أن يسأل الله عنها عمر
لما لم يمهد لها الطريق )
اقتربت من الشاب
والقيت عليه التحية وصافحته
ودار حوار بيننا من أجمل
الحوارات
ومن خلالها اخذت عنوانه
واعطيته رقم التليفون
من ذاكرة الامس المتجلي