عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-22, 08:51 AM   #521
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (06:23 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الراقدات في الحقول،
أو الباحثات في الشوارع،
عن ثمرة الحُب،
المُرّة المُذهِبة،
القدمان الجامدتان،
غير المُدركتين،
للصياد العجوز المُتكئ،
على زورقه،
تُسحِقان بيبوستهما المُصفرة،
الأسماك النائمة،
على الطحالب المُهدهدة،
العجوز يُدخن يدَ طفل،
عيناه الزرقاوان المُحتقنتان،
بالدمِ وبالأحلام،
تبحثان في البعيد،
عن الوجه المُضيء،
للطفل الذي لا يعرف السباحة،
أقدامٌ عارية تمامًا،
وجهٌ مُلطخ بالدم،
دمك سيء التجلط،
الذي لزُنجي،
من شعركَ يتدلى،
القط الصغير المُعلق،
واقفًا على بُركاني،
أنت حقيقتي،
سأتّبعُ دائمًا نعشك،
يا روحي،
ستكونُ دائمًا أمام عينيّ،
يا روحي،
لن أكُف عن السير،
في حركة إيقاعية،
خلف جسدكَ،
فاقدة الحياة،
يا روحي،
ويا حُبي،
أنا امرأة مُستسلمة،
في الصقيع الكئيب،
لسنِ يأسها،
تُفكر وهي تُحبك،
في الحِملان المصلوبة،
في ملذات المطبخ،
وفي السنوات الوسِخة الطويلة،
للمجاعة الكُبرى القادمة،
أُريد أن أرحل،
بِلا حقائب،
إلى السماء،
يُخنقني إشمئزازي،
فلِساني طاهر،
أُريد أن أرحل بعيدًا،
عن النساء،
ذوات الأيادي السمينة،
اللاتي يُداعبن ثديي العاريين،
واللاتي يقذفن بولهن،
في حِسائي،
أُريد أن أرحل،
بِلا صخب،
في الليل،
أُريد أن أقضي الشتاء،
في ضباب النسيان،
مُعتبرةً فأرًا،
ملطومةً بالريح،
ساعيةً إلى تصديق،
أكاذيب عاشقي،
فِراشك ميؤوس،
عليه تتمخض امرأتك،
خبزٌ ومُخاطيات،
رحِمٌ وصرخات،
عيونٌ تبكي،
مُلصقةً على الجِدار،
مُسمّرةً على الفِراش،
وأنت بالأرض،
مُكتسيًا الأسود،
مُجمد الدم،
أيها العاشق،
الميّت قتيلاً،
الرضيعُ ينام،
في مهدهِ الأسود،
أسنانه القذِرة،
تُبيّن بين شفتيه المشدوفتين،
وأنت تُهدهده،
الغُرفة هادئة،
بالرُغم من الكلب الذي يموت،
النوافذ مُحكمة الإغلاق،
لإحكام حبس الليل،
وأنت تنتظر،
الرضيع يستيقظ من أحلامه المُعذبة،
الموتُ ينتظره،
مُرضعةً رقيقة،
وأنت تبتهج،
أيُها الأب الصغير،
في غُرفتك المفروشة،
بالأمعاء المُزهرة.


 

رد مع اقتباس