كثيراً مانطبل على العادات والتقاليد التي أندثرت ولم يبقى منها إلا مايوافق أهواءنا ورغباتنا وغايتنا ..!
للأسف معظمنا يعيش شعور متناقض بين رغباته وبين معتقدات وتقاليد مجتمعه وبيئته في ظل عصر تتسارع إيقاعاته وتزداد تعقيداته ..
ففي الأمس القريب كان معظمنا حُفاةٌ عراةٌ لانملك من هذه الدنيا إلا حطامها وكنا متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا قولاً وعملاً وإيماناً بالرغم من قسوة الحياة ومرارتها ..!
أما اليوم فنعيش في رغدٍ وبحبوحةٍ من العيش انستنا ذلك الأمس حتى وصل بنا الحال لدرجة البذخ والإسراف في الكماليات ..
فللأسف تعرض مجتمعنا لصدمةٌ شديده لم يكن مستعداً لها فبين عشيةٌ وضحاها قفز من فقرٍ مدقعٌ الى غنى فاحش ..!
فأفقدته تلك الصدمة الكثير من العادات والتقاليد حتى أصبح هشاً أجوف يبحث ويلهث خلف المادة وخلف ماتفرزه لنا تلك العولمة المسمومة التي كنا أحد أهدافها..!
( لكي يحشى بها ذلك التجويف ..!)
فبدلاً من البحث عن أنفسنا داخل ذواتنا والرقي بها أخذنا نبحث عن أنفسنا عند غيرنا ..
حتى وصل بنا الحال الى أن فقدنا ماضينا وحاضرنا وربما حتى مستقبلنا ..!
فجلباب الماضي خلعناه وأحرقناه ورمينا به في مزبلة التاريخ بكل محتوياته ..
ورتدينا جلباب حاضرٍ لايستر عوراتنا ..!
وأصبحنا وبكل صراحه مجرد دومىٰ نقوم بتمثيل أدوارٌ لاتليق بنا ولم نُخلق لها ..!
ولكن هذا حال التابع للمتبوع ..!
هذا حال الضعيف يتبع القوي ولأنه ضعيف لايستطيع أن يصل له فهو يُقلد جانبه المظلم كمحاولة وعربون يقدمه ليرضى عنه لعجزه اللحاق بجانبه المُضيئ ..!
فحالنا مع بعضنا إنقسامات الى فرق متناحره فيما بينها تتصارع من أجل لاشيء ..!
لتدور بنا رحى الصراع بين التقليد الأعمى والتبعية ..!
،،،،،