رياح الايام

وفي هذا التوهان، تصبح المرايا المحطمة وسيلة لخلق صورة زائفة، لكنها تظل مشوهة، لا تعكس سوى شظايا من الحقيقة. تلك المرايا تسحر الآخرين، تغريهم ببريقها، بينما تخفي هشاشة الداخل وخوفه من المواجهة. إنها لعبة الأوهام، حيث تتبدد الحدود بين الحقيقة والزيف، فلا يبقى للصدق مكان.

لكن حين تنطفئ تلك الأضواء ويتلاشى البريق، يجد الإنسان نفسه أمام مرآة فارغة. لحظات السكون هذه تكشف ما حاول طويلاً إخفاءه: أن حب المظاهر ليس سوى قناع زائل، وأن الزيف مهما طال، لا يمكنه ملء ذلك الفراغ العميق في داخله. وفي مواجهة الحقيقة العارية، يدرك أن كل ما تبقى هو ظل لحلم لم يكن يومًا حقيقيًا.