كالبحر يُمطره السحاب

تأكد
كلما تقدم بك العمر ضاق عليك الوقت
فلتكن اهتماماتك مركزه واختر بعنايه
في اي شيء تضع ذلك الوقت الضيق

تتكتل على عاتقك الهموم
وتثقل كاهلك الاحزان
وتتنهد من صدرك الاهات
ويتشوش عقلك قلقاً وتوتر
تشعر وكأنك تدور في فضاء، منسي
وكأنك تعيش في فراغ، متجاهل
ثم يلهمك الله بتسبيحه او اسغفار او تهليله
فتتفجر مشاعرك انشراحان
ويتسع فؤادك للدنيا
وترضى نفسك
ثم ترى بعينك ان الكون كله مسخر لاجلك
وتتيقن ان حبل وصلك بكل شيء يبدأ من تلك اللحظات

من روائع المتنبي

أبلغ عزيزا فى ثنايا القلب منزله
أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه

وإن طرفي موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه

يا ليته يعلم أني لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساهُ

يا من توهم أني لست أذكره
والله يعلم أني لست أنساه

إن غاب عني فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه؟

أرأيتم يوماً عشقاً بين سحابة وظلها
تسقط دمعها فرقا ويرفع عينيه اليها شوقا
وبينهما مسافاته تجعل اللقاء مستحيلاً
كغرام صار بين الشمس والقمر
هي في جانب وهو مقابلها
ترسل. ضياءها بالحياة له اشراقا
ويعكس انوارها في ليله جمالا

فحياً بقلبك وباحساس نبضه
وهلاً باطيافك ومشاعر لطفه
ومرحباً بعبير ازهار تنادي برقتك
وسهلاً بانسام عليلة تتلون بلطفك