![]() | #361 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() زمن_العزة_470 الدولة_العثمانية_1 (( أين الحقيقة ... ؟!!!! )) سنبدأ اليوم في الحديث عن .... أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ الإنساني كله .. !!! أكبر دولة إسلامية ( أو إن شئت فقل : خلافة إسلامية ) حكمت بلاد الإسلام .. أقوى دولة في العالم في أيام عزها و قوتها .. و لو قارنتها بالدولة الأموية و الدولة العباسية لوجدتها : الأكبر من حيث المساحة : فقد بلغت في أقصى اتساع لها .. بعدما حققته من الفتوحات الباهرة في شرق أوروبا .. بلغت 23 مليون كيلومترا مربعا .... !!!! الأكبر من حيث فترة الحكم : حيث استمرت قرابة 600 عام .. منذ عام 700 هجرية و حتى عام 1300 هجرية .. يعني تستطيع أن تقول أنها استوعبت 44 % من إجمالي عصور التاريخ الإسلامي .. !!!! و مع كل ذلك .. فهي أكثر دولة في التاريخ الإسلامي تعرضت للتشويه و الطعن و السباب .. ، حتى إن الباحث ليجد أن الأخبار المذكورة في صفحات التاريخ عن (( الدولة العثمانية )) فيها تباين كبير .. ، فمن المؤرخين من ( يشيطن ) دائما ، و منهم من ( يدافع ) دائما .. .. ، فيخرج الباحث حائرا متسائلا : أين الحقيقة .... ؟!! و لماذا كل هذا الكم من السب و الطعن و التشويه .... ؟!! الحقيقة : أن الدولة العثمانية كان يحكمها ملوك من ( البشر ) .. و ليسوا من ( الملائكة ) ، و لا من ( الأنبياء ) ، و لا حتى من ( الصحابة ) أو التابعين .. ، فكانوا يصيبون و يخطئون .. .. لهم ما لهم و عليهم ما عليهم .. ، و حسابهم على الله تعالى كان منهم المخلصون الأتقياء الشرفاء .. .. ، و كان منهم أصحاب الأهواء و الأطماع و المصالح .. كان منهم المجاهدون الفاتحون الأقوياء .. .. ، و كان منهم المتخاذلون الجبناء الضعفاء .. و لذلك .. فليس من العدل و الإنصاف أن نطلق ( حكما موحدا ) على كل سلاطين الدولة العثمانية . أما عن ( السبب الرئيس ) وراء التشويه المتعمد و غير المتعمد لتاريخ الدولة العثمانية فهو : أن الدولة العثمانية كانت بمثابة ( الشبح المرعب ) لدول أوروبا .. بسبب جهاد العثمانيين المستمر ، و فتوحاتهم العظيمة في شرق أوروبا ، و انتصاراتهم الساحقة على الجيوش الأوروبية .. ، فكان من الضروري أن تشوه صورة الدولة العثمانية في أذهان المسلمين .. !! و لقد نجح المؤرخون ( النصارى ) الأوروبيون في حملة التشويه ، فأظهروا العثمانيين في صورة ( المستعمر ) المحتل لبلاد المسلمين بالقهر و القوة ، و ادعوا أن الأتراك قد فرضوا أنفسهم على العرب بدلا من أن يحكمهم عرب من جلدتهم .. .. ، ثم روج الأوروبيون لأفكار ( القومية العربية ) ليفرقوا بها شمل المسلمين ، و ليغرسوا بينهم ( العداوة و البغضاء ) .. .. ، و بالتالي يصبح من السهل على زعماء أوروبا أن يقطعوا جسد ( الأمة الإسلامية ) الواحد ، ثم يلتهموا أجزاءه .. .. جزءً جزءً .. باتفاقية ( سيكس بيكو ) .. !!! و كالعادة .. فقد استقى الكثيرون من مؤرخي العرب الذين كتبوا عن الدولة العثمانية من روايات و تحليلات المؤرخين الغربيين ، فنقلوا لنا تلك ( الصورة البشعة ) التي صورها الغرب لسلاطين العثمانيين .. ، ثم نشرت لأبنائنا في مناهجهم الدراسية .. .. ، فترسخ في أذهان عوام المسلمين أن الدولة العثمانية هي السبب في التخلف و الضياع الذي وصلت إليه البلاد الإسلامية في العصر الحديث .. !!! أما في تلك الحلقات .. حلقات (( زمن_العزة )) .. .. ، فسأحاول جاهدا أن أعرض لكم الأحداث بحيادية كاملة .. قدر استطاعتي .. و بالله التوفيق .. ........... فتابعونا .......... | ||||||||||||||
![]() |
![]() | #362 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() زمن_العزة_ الدولة_العثمانية_2 (( شكل العالم .. قبل قيام الدولة العثمانية )) قبل قيام الدولة العثمانية كانت الأمة الإسلامية ممزقة تمزقا أليما .. فمصر و الشام تحت حكم ( المماليك ) .. و تونس و شرق الجزائر يحكمها ( الحفصيون ) .. و المغرب خاضعة ل ( بني مرين ) .. و الأندلس تعاني في النزع الأخير ، بعد أن تقلص التواجد الإسلامي فيها من جراء الاحتلال الإسباني الهمجي .. ، حيث أصبح للمسلمين فقط ( مملكة غرناطة ) في الجنوب .. !! أما آسيا الصغرى ( الأناضول ) فكانت مقسمة إلى عدة إمارات ( دويلات ) صغيرة .. يسيطر على كل دويلة منها أمير من أمراء ( السلاجقة ) الذين عرفوا باسم ( سلاجقة الروم ) .. .. و كانت ( الأناضول ) مطمعا للجميع .. .. ، فالتتار يريدونها من جهة .. .. ، و الإمبراطور البيزنطي يتحين الفرص لانتزاعها من أيدي السلاجقة .. .. ، و بعض دول أوروبا الشرقية تخطط لضمها .. .. ، و أمراء ( سلاجقة الروم ) منشغلون على أرضها بصراعات مستمرة فيما بينهم ، فكل يريد أن يسيطر على أكبر جزء منها و على أرض الأناضول ستقوم (( الدولة العثمانية )) كوريثة لحكم ( سلاجقة الروم ) .. كما سنرى .. أما بلاد فارس و شمال الهند و العراق فكانت تخضع لحكم التتار ، بعد أن استولى عليها ( هولاكو ) و أنشأ فيها إمبراطوريته الكئيبة .. و روسيا ظلت تحكمها (( القبيلة الذهبية )) .. تلك القبيلة التترية المسلمة .. ، ثم انتصر عليها ( تيمور لنك ) و استولى على أراضيها .. و الدولة البيزنطية تقلصت مساحتها في شرق أوروبا حتى صارت تحكم ( القسطنطينية ) و أقاليم صغيرة حولها فقط .. !!! يعني .. حالة من الفوضى الشديدة كانت تسود العالم .. .. ، و صراعات على السلطة و بسط النفوذ في كل مكان .. .. و الخليفة العباسي لا قيمة له على أرض الواقع .. مجرد ( اسم ) ينادى به في خطب الجمعة في بعض البلاد الإسلامية التي بقيت محافظة على ولائها ( الصوري ) لدولة الخلافة ( الكرتونية ) .. !!!! ........ تابعونا ....... | ||||||||||||||
![]() |
![]() | #363 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() زمن_العزة_ الدولة_العثمانية_3 ........ الحلقة الثالثة ........ (( .. أرطغرل ..)) الموطن الأصلي للأتراك هو ( آسيا الوسطى : بلاد تركستان ) .. تلك التي كانت في العصر الحديث تمثل القطاع الغربي من الاتحاد السوفيتي المنحل ، بالإضافة إلى أجزاء من الصين و إيران و أفغانستان ، و هي التي كانت تعرف قديما ب ( إقليم خراسان ) .. و العنصر التركي يرجع إلى الأصل ( المغولي ) .. و هو الذي خرج منه أيضا ( اليابانيون ) و ( الصينيون ) و ( التتار ) .. إذن .. كيف وصل الأتراك إلى موطنهم الحالي في ( آسيا الصغرى :الأناضول ) .. ؟!!! و صلوا بداية عن طريق الخلافة العباسية : فقد عمل الخلفاء العباسيون على حماية ( آسيا الصغرى ) و تأمينها من هجمات الإمبراطورية البيزنطية عن طريق تجنيد الأتراك الذين استقدموهم من إقليم خراسان و أسكنوهم في آسيا الصغرى نظرا لما كان يتميز به رجال و فرسان الأتراك من الشجاعة و الإقدام في المعارك ، كما كانوا يتمتعون بقوة التحمل و البأس الشديد في القتال بسبب الحياة الجبلية و الصحراوية التي نشأوا فيها في بلادهم الأم .. ففي بادئ الأمر لمع نجم الأتراك ( السلاجقة ) الذين كانوا الذراع الأيمن للخليفة العباسي ، و الذين أنشأءوا دولة قوية مترامية الأطراف قامت بتثبيت دعائم الخلافة العباسية في فترات ضعفها ، و سيطروا على آسيا الصغرى ( الأناضول ) .. ، و كان أمراء السلاجقة في الأناضول يلقبون ب ( سلاجقة الروم ) لأنهم كانوا دائما على ( خط النار ) في مواجهة الروم .. يدافعون عن بلاد الإسلام من خطرهم .. ثم جاء دور الأتراك (( العثمانيين )) .. فهم الذين خلفوا ( سلاجقة الروم ) في آسيا الصغرى .. .. ، فكان بطل الإسلام المغوار (( #أرطغرل )) هو أول من رفع لواء العثمانيين للجهاد في الأناضول .. .. ، ثم خلفه ابنه الشجاع (( #عثمان_بن_أرطغرل )) الذي نجح في تأسيس (( الدولة العثمانية )) و لكن .. كيف وصل #أرطغرل إلى الأناضول ... ؟!! في أثناء الاجتياح التتري البشع لشرق العالم الإسلامي لجأت الكثير من القبائل التركية في إقليم خراسان إلى الهروب من وجه التتار ، و النزوح نحو الغرب .. ، و كانت قبيلة (( قاتي )) من بين تلك القبائل النازحة ، و كان يتزعمها (( سليمان شاه )) والد أرطغرل .. .. ، و بعد أن هدأت هجمات التتار أراد سليمان شاه أن يعود بقبيلته إلى موطنه الأصلي .. .. ، و لكن .. في طريق العودة فقدت القبيلة زعيمها ، حيث غرق في نهر الفرات .. !! و بعد وفاة ( سليمان شاه ) تضاربت آراء أبنائه الأربعة .. فرأى اثنان منهم أن يحققا رغبة أبيهم و يعودا إلى موطنهما الأصلي .. ، بينما رأى #أرطغرل و أحد إخوته أن يتحركا نحو الشمال .. نحو الأناضول .. و بالفعل .. وصل #أرطغرل بأبناء قبيلته إلى الأناضول و استقروا فيها ، و أرتضوا ( أرطغرل ) زعيما لهم .. ، فقد كان يتميز بشجاعته النادرة و قوة بأسه ، و كان كريما مع أهله و يتمتع بأخلاق حسنة كثيرة ، أضف إلى ذلك حبه الشديد لدينه و غيرته عليه .. ، و قد أحيا (( #أرطغرل_بك )) روح الجهاد في سبيل الله في أبناء قبيلته ، فكانوا جميعا على قلب رجل واحد أمام أعداء الإسلام .. و قد تعرف الأمير السلجوقي / #علاء_الدين على أرطغرل ، فأعجب جدا بشجاعته ، و كان يستعين به على حرب خصومه ، ثم رأى أنه الشخص المناسب الذي يمكنه أن يتصدى للخطر البيزنطي ، فأقطعه أرضا على الحدود مع الروم ليعيش فيها مع قبيلته و يكون كحائط الصد الفولاذي أمام غاراتهم .. ، و اتفق معه على أن أي أرض ينجح #أرطغرل_بك في الاستيلاء عليها من أيدي البيزنطيين فستكون له و لقبيلته .. و أبلى #أرطغرل_بك بلاء حسنا في مواجهة البيزنطيين و أذاقهم كؤوس الموت ليلا و نهارا .. ، فقد كانت غاراته على أراضيهم لا تتوقف .. ، ففتح القلاع و دك الحصون ، و بسط نفوذه شيئا فشيئا على أراضيهم الحدودية .. !!! و اتسعت رقعة قبيلة أرطغرل ، و ازدادت أملاكهم على حساب الرومان .. ، ثم توفي ذلك البطل المغوار بعد حياة حافلة بالجهاد و الإنجازات .. ، و تولى أمر القبيلة من بعده ابنه (( #عثمان )) الذي كان مثل أبيه في الشجاعة و الإقدام و حب الجهاد في سبيل الله .. !! ............... فتابعونا ............ ملاحظات على الهامش : هناك روايات أخرى تحكي عن نشأة العثمانيين في الأناضول بصور مختلفة .. كنت أود أن أطيل و أطيل في ذكر سيرة البطل التركي #أرطغرل .. كما فعلت المسلسلات التركيه .. و لكن الحقائق التاريخية لم تسعفني ، فالذي ذكره التاريخ عن حياة أرطغرل لا يتعدى ( عدة أسطر ) فقط .. ، فليس الأمر بهذا التفصيل الواسع جدا الذي عرضته لنا الدراما التركية .. !! | ||||||||||||||
![]() |
![]() | #364 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() زمن_العزة_ الدولة_العثمانية_4 ......... الحلقة الرابعة ......... (( .. عثمان_بن_أرطغرل ..)) تزعم #عثمان على قبيلته لمدة 27 عاما تقريبا .. من سنة 699 هجرية ، و حتى سنة 726 هجرية .. و سار على نفس سيرة أبيه البطل أرطغرل في الجهاد .. ، فكان يغزو بلاد الروم و يدعوهم إلى الإسلام .. .. ، فإن أبوا فالجزية .. ، فإن أبوا قاتلهم .. فخشي الأمراء البيزنطيون من قوة #عثمان التي أخذت تتزايد يوما بعد يوم ، فاستعانوا عليه بالمغول .. !! .. ، و لكن عثمان تصدى لهجمات المغول .. ، و هزمهم .. .. ، و شتتهم .. !! و استطاع البطل المغوار عثمان بن أرطغرل بعد صبر و جهاد طويل أن يوسع رقعة أراضي قبيلته و أملاكها في ( آسيا الصغرى ) .. ، و نجح شيئا فشيئا في توطيد أركان مملكته الجديدة بعد أن كسر شوكة الروم و المغول .. ثم أعلن في النهاية عن تأسيس (( الدولة_العثمانية )) على أرض الأناضول ليحمل رجالها راية الجهاد بعد أن وهنت قوة (( سلاجقة الروم )) و انتهى دورهم في المنطقة .. !! و اتخذ عثمان لدولته الفتية علما خاصا بها .. ، و هو نفس العلم التركي الذي نعرفه في زماننا الآن .. .. ، و كان شعار عثمان بن أرطغرل الذي كان يهتف به فيلهب الحماسة في قلوب رجاله جميعا : (( .. إما غازي .. ، و إما شهيد .. )) .. ، و لذلك كان عثمان بن أرطغرل يلقب ب (( السلطان_الغازي )) .. ، و هو نفس اللقب الذي ظل ملازما لسلاطين (( الدولة العثمانية )) من بعده .. ثم توفي البطل .. عثمان .. .. ، فتولى أمر الدولة من بعده ابنه .. السلطان الغازي / أورخان_الأول .. فما هي قصته .. ؟!! ........... تابعونا .......... | ||||||||||||||
![]() |
![]() | #365 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() زمن_العزة_ الدولة_العثمانية_5 ..... الحلقة الخامسة ...... (( السلطان الغازي / أورخان_الأول )) البطل سليل الأبطال .. ، فهو ابن عثمان بن أرطغرل .. .. ، و قد تشرب منهما حب الدين ، و البذل و التضحية بكل غال و نفيس في سبيل رفعة الإسلام .. تولى السلطان / أورخان الأول أمر الدولة العثمانية من سنة 726 هجرية و حتى سنة 761 هجرية .. .. أي حوالي 35 عاما كاملة .. استطاع فيها أن يقوي دعائم الدولة العثمانية ، و أن يوسع رقعة أراضيها على حساب الدولة البيزنطية التي كانت وقتها في حالة من الضعف و الانكسار .. ، و كانت غاية أمانيه أن يحقق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يفتح (( القسطنطينية )) ... !! استعان السلطان / أورخان الأول بأخيه ( علاء الدين ) كوزير له ، و أوكل إليه إدارة كل الشئون الداخلية في الدولة .. ، فقام ( علاء الدين ) بعدة إصلاحات حيوية ، و كان من أهمها و أعظمها أثرا على مستقبل الدولة العثمانية فيما بعد هو : ( إنشاء جيش الإنكشارية ) .. (( جيش الإنكشارية )) الإنكشارية : كلمة معناها ( الجيش الجديد ) ، و هو الاسم الذي اختاره علاء الدين لهذا الجيش الذي أنشأه ليقوي به شوكة الدولة العثمانية أمام أعدائها .. .. ، فكيف قام بتأسيسه .. ؟!! .. ، و من أين جاء بجنوده .. ؟!! الكثير من أطفال الرومان كانوا يفقدون آباءهم في الحروب التي كانت تنشب بين العثمانيين و البيزنطيين ، فيسقطون في أيدي الجنود العثمانيين .. .. ، فرأى #علاء_الدين أن من أخلاق الإسلام ألا يترك هؤلاء الأطفال الأبرياء للضياع .. ، فأمر بحسن رعايتهم ، و بتربيتهم أحسن تربية .. على تعاليم الإسلام و منهج القرآن .. .. ، كما أمر بتدريبهم في معسكرات خاصة على فنون القتال ، و اهتم بغرس روح الجهاد في سبيل الله في نفوسهم .. .. ، فلما شبوا و كبروا أصبح ولاءهم الكامل للإسلام ، و صارت طاعتهم الكاملة للسلطان العثماني .. و عظم شأن جنود الإنكشارية شيئا فشيئا .. مع مرور السنين .. حتى أصبحوا الذراع العسكري الأقوي لسلاطين العثمانيين.. ، و كان لهم فضل كبير في نجاح الفتوحات الإسلامية للدولة العثمانية في بلاء أوروبا .. كما سنرى .. !! .. و بطبيعة الحال .. .. ، فقد أشعل ذلك الأمر نار الغل و الحقد في قلوب الأوروبيين ، حينما عرفوا أن العثمانيين يغزونهم و ينتصرون عليهم بجنود من ( أبنائهم ) الذين أصبحوا ( مسلمين ) قلبا و قالبا .. !! .. ، و لذلك تجد المؤرخين الأوروبيين إذا تكلموا عن ( جنود الإنكشارية ) فإنهم .. دائما .. يتعمدون تشويه صورتهم .. ، و يتهمون جنود العثمانيين بأنهم قد أخذوا هؤلاء الأطفال الأبرياء قصرا و قهرا من أحضان آبائهم ، و أكرهوهم على اعتناق الإسلام .. !!!! .. و بمرور الزمن .. .. ، و بعد أن كان (( الجيش الإنكشاري )) العظيم من أهم أسباب قوة ( الدولة العثمانية ) في النصف الأول من تاريخها العريق .. ، أصبح قادة و أمراء الإنكشاريين .. مع الأسف .. من أهم أسباب ضعف و انكسار ( الدولة العثمانية ) في النصف الثاني من تاريخها .. ، و ذلك بعد أن تولى أمر الدولة سلاطين ضعفاء ازداد في زمانهم نفوذ الإنكشاريين حتى تدخلوا في كل الشئون الداخلية للبلاد ، و أقحموا أنفسهم في السياسة العليا للدولة ، و فيما لا يعنيهم من أمور الحكم و السلطان .. .. ، فكانوا يطالبون بخلع السلطان القائم و يولون غيره ، و يأخذون العطايا عند تولي كل سلطان جديد .. !! .. ، و صار هذا حقا مكتسبا لا يمكن لأي سلطان مهما أوتي من قوة أن يتجاهله ، و إلا تعرض للمهانة على أيديهم ، و ربما عزلوه أو قتلوه .. ، و لم يكن سلاطين العثمانيين في فترة ضعف الدولة يملكون دفع هذه الشرور أو الوقوف في وجهها .. ، و منذ ذلك الحين تلاحقت الهزائم على الدولة العثمانية .. .. ، إلى أن نجح السلطان العثماني / محمود الثاني في القضاء نهائيا على الإنكشاريين في سنة 1242 هجرية .. (( الطريق إلى القسطنطينية )) كانت الخطة التي وضعها السلطان العثماني / أورخان الأول لفتح القسطنطينية هي أن يحاول فتحها من جهتها الغربية ، بينما كان قادة المسلمين من قبل ذلك يحاولون فتحها من جهتها الشرقية .. و استطاع الجيش العثماني الذي أرسله السلطان / أورخان الأول .. بقيادة ابنه ( سليمان ) .. أن يحقق انتصارات باهرة غربي ( القسطنطينية ) ، فسيطر على الأراضي و الحصون الهامة فيها ، و نجح في إحكام السيطرة على ( مضيق الدردنيل ) .. تمهيدا للهجوم الكبير على العاصمة البيزنطية العريقة .. !!!! و لكن السلطان العثماني / أورخان الأول توفي في ذلك الوقت قبل أن يحقق حلمه الكبير .. .. ، و تولى الحكم من بعده ابنه (( مراد_الأول )) .. .......... فتابعونا ........ | ||||||||||||||
![]() |
![]() | #366 | ||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
| ![]() زمن_العزة_ الدولة_العثمانية_6 ..... الحلقة السادسة ..... (( السلطان الغازي / مراد_الأول )) بطل جديد .. وهب حياته و ملكه للإسلام منذ اليوم الأول .. .. ، فقد ارتضع حب الجهاد في سبيل الله ، و عرف شرف البذل و التضحية من أجل إعلاء كلمة ( لا إله إلا الله ) من آبائه و أجداده العظماء .. .. ، فهو السلطان العثماني الثالث ( مراد الأول ) ابن ( أورخان الأول ) ابن ( عثمان ) ابن البطل ( أرطغرل ) .. .. ذرية بعضها من بعض .. كان همه الأول منذ أن تولى أمر ( الدولة العثمانية ) هو أن يواصل الفتوحات تلو الفتوحات في شرق أوروبا .. إلى أن يفتح (( القسطنطينية )) .. ، و كان دائما يتمنى أن ينال ( الشهادة في سبيل الله ) ، و يدعو الله بذلك .. كان السلطان الغازي / مراد الأول يخرج على رأس جيوش الفتح بنفسه .. .. ، فاستطاع أن يفتح مدينة (( أنقرة )) ، و ضمها إلى دولته .. ، ثم فتح مدينة (( أدرنة )) و اتخذها عاصمة للدولة العثمانية لأنها كانت حصينة جدا ، و قريبة من القسطنطينية .. ، و ظلت (( أدرنة )) عاصمة للدولة العثمانية إلى أن فتحت القسطنطينية سنة 857 هجرية ، فصارت هي العاصمة .. كانت خطة مراد الأول لفتح القسطنطينية هي نفس خطة أبيه .. ، فقد عزم على أن يفتحها من جهتها الغربية .. .. و استمرت فتوحاته بجرأة و ثبات عجيب .. .. ، حتى وصل إلى (( مدينة فليبة )) الواقعة جنوب بلغاريا .. .. ، ففتحها .. ، و بذلك أصبحت (( القسطنطينية )) محاطة بقوات العثمانيين من كل الجهات .. !!! .. ، و هنا .. بدأت دول أوروبا الشرقية تشعر بالخطر الكبير القادم عليها .. .. ، فبدأت تظهر بعض التحالفات العسكرية فيما بين بعض ملوك و أمراء أوروبا للوقوف أمام خطر الزحف العثماني .. فتحالف أمير بلغاريا مع ملك الصرب ، و كونا جيشا لقتال السلطان العثماني / مراد الأول .. .. ، فخرج لهما السلطان بجيشه و قاتلهما .. ، فانتصر عليهما .. .. ، فعرفا ساعتها مدى قوة و شجاعة العثمانيين ، و أدركا أنهما لا قبل لهما بقتال مراد_الأول .. !!! .. ، فآثرا عقد الصلح معه مقابل أن يدفعا له الجزية .. .. ، و لكنهما نقضا ذلك الصلح بعد فترة ، و عاودا القتال .. .. و استمرت فتوحات (( مراد الأول )) .. .. ، ففتح عدة مدن في يوغسلافيا و اليونان .. .. ، و بينما كان السلطان الغازي البطل / مراد الأول يتفقد قتلى ( الصرب ) بعد إحدى المعارك ، قام إليه جندي صربي من بين الجثث ، و طعنه بخنجره .. ، فقتله ... قتل ( شهيدا ) كما كان يدعو و يتمنى .. .. رحمة الله عليه .. و تولى الأمر من بعده السلطان الغازي / بايزيد الصاعقة .. ............. فتابعونا .......... | ||||||||||||||
![]() |
إضافة رد |
| |
![]() | أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||