في هَمَساتي كُلُّ شَيءٍ مُبَاح ..!

هناك محبة تأتي صافيةً كنبع ماء زلال ..
كبحيرةٍ زرقاء صافية..

تترك في القلب دفئاً لا يخبو ..
وتترك على الشفاه ابتسامة فرحٍ لا تنام ..

تأتي هكذا بعفوية دون استئذان ..
دون غاية ..
دون هدف ..
دون قناع ..

فبعض الأحاسيس لا نستطيع أن نكتُبها ..
فلا الورق ولا الجدران تستطيع أن تستوعب حجم هذه الأحاسيس ..

قد تتكرر بعض المشاعر والأحاسيس في كل زمان ومكان..
وفي كل درب وفي كل زاوية نعبُرها ..
ونصادف كل لحظة مشاعر تمنحنا نبضات وندخل معها عالماً مخملياً جديداً..

فنجدها مستقرةً داخلنا في جوفنا لا تُغادره أبداً ..!

نسائم الصباح العليلة عبارة عن نبض قلب ..
ومن روائع الصباح إحتضان من تحب ..
حين يمر طيفه كنسمة دافئة مع كل نبضه ..

وإستمرارية دخول الهواء وخروجه من رئتيك ..
يعني إستمرارية إحتمال أن تعيش حياة مختلفة عن حياتك السابقة ..
سواء بإرادتك ..
أو بقوة الظروف..
أو بأشخاص يمسكون بيدك..
أو بأن يجتمع لك كل ما سبق..!

أحلام العقل ليست معجزة ..
فالله عز وجل قد منحنا العقل لنفكر به..
ونتصرف من خلاله..
ونصنع أحلامنا بواسطة ذاكرته..

هي ..
فقط أحلام القلب الكثيرة الخطأ غالباً ..
والكثيرة الرؤية البعيدة..

هي .. أحلام القلب ..
التي تجعلنا نطير في مساحات الكون..
نعشق..
نحب ..
ونغني..
ونحلم..

ومن ثم..
لا نشعر سوى أننا سقطنا بقوة نحو الهاوية..
ونحو الفراغ..

وليس هناك ..
من يتلقف أحلامنا بين يديه..
وليس هناك ..
من ينتظر سقوطنا ..
أو سقوط أحلامنا..
سوى قلب تاهت أحلامه الكبيرة بلمح البصر ..!

غائبة عن العين ..
حاضرة في أزقة الذاكرة ..
بعيدة عني بالسكن ..
وتسكن القلب والجوارح ..
لا ألمس جسدها ..
وتلمس مشاعري في كل ثانية ..
تجول في الدم بين القطرة والقطرة ..
ولها في داخلي ألف قصة وحكاية ..

وفي هذا الصباح الربيعي المُنعش ..

كل شيء بداخلي يشدني إليها ..
يريدها .. يحتاجها ..
فقد تعمّقتْ وتأصّلتْ بداخلي ..
وأصبحتْ تجري بي .. مجرى الدم بالوريد ..!

كم أشتاق في هذا الصباح ..
للعبور معكِ فوق مساحات غير أرضية ..
وكم أشتاق للتحليق معكِ عالياً في عالمٍ غير عادي ..
يخُصّنا وحدنا ..

أشتاق معكِ لكل خروج عن المألوف ..
لكل عبث خارج حدود الزمان الذي يحاصرنا ..
وخارج أبواب المكان التي يحجزنا بين جدرانه الاربعة ..

أشتاق لكي أكون معكِ بعيداً عن كل ما يشدنا إلى الأرض ..
وعن كل ما يربطنا فيها ..
وعن كل ما يجعلنا في الزاوية الوحيدة المتاحة لنا ..

أشتاق لكي اهرب معكِ من دنيا لا تعرفنا ..
ولا تشبهنا ..
ولا تنتمي إلينا في هذه اللحظة ..

اشتاق معكِ لكل شيء ..
بعيداً ..
ونائياً ..
وغير مرئياً ..

فوحدها الأشياء البعيدة تعرف كيف تسرقني إليها ..
وتعرف كيف تجعلني أنتمي للمكوث معكِ بين مسافاتها الطويلة ..!