خلوا العلاقات مع النسائب سطحية وطيبة ومساحات التواصل قليلة، لما تفضل كده مساحة المشاكل بتقل جداً
يعني بلاش تتابعوا بعض على السوشال ميديا
وبلاش جروب العائلة على الواتساب
وطبعاً بالأحرى بلاش سكن في "بيت العيلة" لو كان في اختيار تاني
كثرة الاحتكاك بتخلي الناس تسقط التحفظات والتكاليف وتاخد راحتها بالزيادة، وهنا الطباع المتنافرة بتظهر والمشاكل بتزيد، وده أمر معروف في علم الاجتماع
اللهم إلا لو العلاقة توطدت بشكل قوي عبر السنوات الطويلة، وفعلاً إنتم لقيتهم إنكم متوافقين على مستوى عميق بعد انقشاع غمامة المجاملات والذوقيات الاجتماعية

«مَا أنا بالذي أختارُ على مَن اختارني أحَدًا».

هو فيه حاجة بتبقى واخدة شكل القاعدة عند بعض الطيبين، والمفروض يرجعوا يناقشوها بعد احتكاكهم بالحياة والأنماط البشرية، لأنهم لو استمروا مصدقينها هيبقوا عاملين زي اللي بيعدي مزلقان القطر وهو مغمض عنيه، والقاعدة الغلبانة دي بتقول: ما فيش حد هيؤذيني إلا اللي يكون من جواه بيكرهني.
الحقيقة إن ممكن حد يؤذيك لأنه أحمق، أو وصولي، أو انتهازي، أو كداب، أو هوائي ومتقلب، أو طماع، أو ضعيف الشعور بالآخرين ولا مبالي؛ مش لازم يكون بيكرهك وناوي لك على شر، فمش كل لما تبقى مطمن إن حد بيحبك، أو على الأقل مش بيكرهك، تروح فاصل أجهزة الإنذار اللي حيلتك، وتعدي المزلقان وراه.
مين هو الشخص، وإيه طباعه، وإيه تاريخه، وإيه عيوبه اللي مش عارف يتخلص منها أو مش عايز، وإيه دقات النقص اللي عنده، وإيه العقد اللي مسيطرة عليه؟ كلها أهم من مشاعره تجاهك، أهم بكتير جدا.

إذا أردت أن تتزوج من فتاة، فتأكد من شيء ربما لم تفكر فيه كثيرًا، وربما لم تفكر فيه على الإطلاق، وهو شعورك بأنك تحب أن تستمع إلى هذه إن تحدثت إليك، ليس بالدرجة التي يقتضيها الذوق، بل بالدرجة التي تدل على أنسك بها، أي ستنشرح بالحديث معها، وتبتهج نفسك، ولا تشبع من أن تنتظرك لتتحدث إليك.
هذا الأمر في غاية الأهمية للزوجة، وهي إن لم تجده شعرت بأنها وقعت في فخ لن تفلت منه. رغبة المرأة في الكلام مع زوجها، ولو في أمور هينة، هو نوع من التفريغ الضروري عندها، حيث تتحول المشقات والأحمال التي تتعبها إلى هذا الحديث، إن ما فيها يخرج على شكل الكلام في أمور هينة بالنسبة لك، لكنه تفريغ في غاية الضرورة، وكبت هذا الحديث اليومي البسيط، يصيب ذاتها بما يصيب المياه المختزنة الساكنة، فتتحول من متحركة وقابلة لاحتضان الحياة فيها، إلى راكدة موبوءة.

"الشخص الذي يعطي كثيراً يتألم كثيراً.
وأسباب ذلك كثيرة منها :
١.. سقف توقعاته عالٍ؛ فيظن أن الآخرين سيمنحوه ما يمنح.
٢. يفتح باباً ليستغله الآخر بسهولة؛ كونه لا يستطيع قول لا.
٣. المعطي كثيرا شخص اجتماعي جداً وهذا يجعله غير مناسب لصنع المسافات.
بعض الحلول للتخفيف من ألآم هذه الشخصية:
١. أن يعطي نفسه حقها ولا يبخس ثمنها طمعاً في إرضاء الكل.
٢. أن يتعود قول لا؛ لأنها مفتاح لوعيه بالمسافات.
٣. أن يضيق مساحات العطاء لأشخاصٍ ثبت حبهم وخوفهم عليه.
وفي النهاية العطاء محمود جداً لكن كالعادة ما زاد شيء عن حده إلا عاد على صاحبه بالألم والخسران."